الطبقة السادسة
ابو الهذيل محمد بن الهذيل «1» العبدي، قال صاحب المصابيح: كان نسيج وحده وعالم دهره ولم يتقدمه احد من الموافقين له ولا من المخالفين، وكان يلقب بالعلاف لأن داره بالبصرة كانت «2» في العلافين وهذا كما قيل ابو سلمة الحذاء وابو سعيد المقبري كما مر «3»، وحكي عن يحيى بن بشر ان لأبي الهذيل ستين كتابا في الرد على المخالفين في دقيق الكلام وجليله، واخذ العلم عن «8» عثمان الطويل وكان ابراهيم النظام من اصحابه، ثم خرج الى الحج وانصرف على طريق الكوفة فلقي بها هشام بن الحكم وجماعة من المخالفين فناظرهم في ابواب دقيق الكلام فقطعهم، ونظر في شي ء من كتب الفلاسفة فلما ورد «9» البصرة كان يرى انه قد اورد من لطيف الكلام ما لم يسبق «4» علمه الى ابي الهذيل، قال ابراهيم: فناظرت أبا «5» الهذيل في ذلك فخيل إلي انه لم يكن متشاغلا قط الا به لتصرفه فيه وحذقه في المناظرة فيه
صفحة ٤٤