واما محمد ابن الحنفية «15» فقد مر ان واصلا اخذ علم الكلام عنه وصار كالاصل «16» لسنده، وله منزلة عظيمة في الفضل والعلم «17»، قال الحاكم: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذن لعلي عليه السلام اذا حدث له ولد ان يسميه باسمه ويكنيه بكنيته فلما ولد سماه محمدا وكناه أبا القاسم، وكلامه في علم الكلام اوسع من كلام الحسنين وان كانا «1» افضل منه لمكانهما من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإمامتهما، وسئل ابو هاشم عن «2» محمد بن علي عن مبلغ علمه فقال: اذا اردتم معرفة ذلك فانظروا الى اثره في واصل بن عطاء، وقال شبيب بن شبة: ما رأيت في غلمان ابن الحنفية اكمل من عمرو بن عبيد، فقيل له: متى اختلف عمرو بن عبيد الى ابن الحنفية؟ فقال: ان عمرا «3» غلام واصل وواصل غلام محمد
ومقامات بقية «4» أهل البيت «5» في العدل «6» كثيرة كمقام علي بن الحسين مع زياد «7» وغيره فانه لما وصل الى زياد «8» بن ...
ومن هذه الطبقة من التابعين سعيد بن المسيب، فانه ذكره جماعة من أهل التواريخ «9» في أهل العدل وفضله وعلمه مشهور
ومنها طاوس اليماني، وهو من اصحاب علي عليه السلام اخذ عنه، اختصم إليه رجلان فقال احدهما عند المخاصمة: لهذا خلقنا، فقال طاوس:
كذبت، فقال الرجل: أليس الله تعالى يقول: ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم «10» (11 هود: 118 - 119)؟ فقال طاوس: انما خلقهم للرحمة والجماعة
ومن هذه الطبقة اصحاب علي عليه السلام كأبي الاسود الدؤلي وغيره واصحاب عبد الله «11» بن مسعود وهم علقمة والاسود وشريح «12» وغيرهم وفيهم «13» كثرة وقد ذكرت اكاليمهم المتعلقة بالعدل في كتب التأريخ «14»
صفحة ١٦