الطبقة الثانية
الحسنان عليهما السلام، فقد اشتهر منهما القول بالتوحيد والعدل «1»، قلت «2»:
ومن ذلك كتاب الحسن بن علي عليهما «3» السلام الى أهل «4» البصرة حيث قال فيه:
من لم يؤمن بالله وقضائه وقدره فقد كفر، ومن حمل ذنبه على ربه فقد فجر، ان الله لا يطاع استكراها ولا يعصى لغلبة «5» لانه المليك لما ملكهم والقادر على ما أقدرهم عليه فان عملوا بالطاعة لم يحل بينهم وبين ما فعلوا وان عملوا بالمعصية فلو شاء حال بينهم وبين ما فعلوا فاذا لم يفعلوا فليس هو الذي اجبرهم على ذلك فلو اجبر «6» الله الخلق على الطاعات لاسقط عنهم الثواب ولو أجبرهم على المعاصي لأسقط عنهم العقاب ولو اهملهم لكان عجزا «7» في القدرة ولكن له فيهم المشيئة التي غيبها عنهم فان «8» عملوا بالطاعة «9» كانت له المنة عليهم وان عملوا بالمعصية كانت له الحجة عليهم تم كلامه عليه السلام «10» وهو على ذهني عن بعض «11» التواريخ المصحح سندها ولم اظفر به حال التأليف ولا ذكرته بعينه فيبحث عنه.
ومن كلام الحسين بن علي عليهما السلام «12» ... وعلي بن الحسين ومحمد بن علي فكلماتهم «14» في العدل مشهورة «13»، اما الحسنان فقد مر طرف من كلامهما فيه.
صفحة ١٥