ذكر الفاظ مما اصطلح عليها أهل الطريق وتعارفون بينهم فمن ذلك العزابة واحدهم عزابى ، هذه اللفظة أستعملتها لقبا لكل من لازم الطريق وطلب العلم وسير أهل الخير ، وحافظ عليها وعمل بها ، فان حسن جميع هذه الصفات سمي عزابيا ، وان حافظ على السير والعمل بها فقط سمي به ، وأن حصل العلم دون السير والعمل بها والمحافظة عليها لم يسم بهذا الاسم ن واعلم ان لهذا الصنف سيما انفردوا بها ، واحوالا عرفوا بها ، لا يتفضل عليهم فيها سواهم ، وذلك في تسميتهم ، وخطابهم ، ومؤاكلتهم ، ولباسهم ، واوقات نومهم وقيامهم ، واورادهم وصيامهم ، وعبادتهم ، وعندهم في ذلك قوانين يعتادونها وحود لا يتعدونها ، وهذا الاسم مشتق من الغزوب عن الشئ وهو البعد عنه ، فاستعير لمن بعد عن الامور الدنيوية الشاغلة عن الاخرة ، ولو استقصينا وصف تلك الاحوال لا تسع القول فطال ، وسيأتي ذكر ما امكن من ذلك في موضعه ان شاء الله ، واول ما استعمل هذا اللقب في أيام ابي عبدالله محمد بن ابى بكر رضى الله عنه ، لما أسس الحلقة ورتب قوانينها .
الحلقة ، اسم لجماعة تشتمل على الشيخ يعلمهم العلم ويلقنه السير ويبصرهم في الدين بحسب ما يفتح الله على كل واحد منه يحصل البعض ، وان أعياه الكل ، " فان لم يصبها وابل فطل " فكانهم محلقون ولو أنهم مفترقون .
التلميذ اسم للواحد المبتدئ عند الدخول في الطريق سواء كان طالب فنو أو مقتصرا على الصلاحية فقط وأصل هذه اللفظة فارسى .
الختمة : اجتماعهم لذكر الله والدعاء عند طلوع الشمس وعند غروبها بشيخ أو بغير ، وكأنهم يختمون به عمل الليل وعمل النهار .
صفحة ٦