فلما تيقنوا تفرق جموع ابى الخطاب اسرعوا بالمسير إلى صاحبهم ، فاخبروه فكر ابن الاشعث راجعا يطوى المراحل ، فلم يشعر ابو الخطاب الا وعسكر ابن الاشعث قد غشي حيز طرابلس ، وأبو الخطاب بها مقيم فقال لاصحابه أن العدو قد غشي حريمى فلا يسعنى القعود عن المدافعة عن رعيتى ، وقد اعلمتكم من قبل بما كنت أتوقعه من مكر العرب ، قال ففرق الرسل أبو الخطاب في البلدان تستنفر عسكره وتستمدهم فارسل إلى عبد الرحمن بن رستم يستحثه ،فأمر أبو الخطاب اصحابه بالخروج فاشار عليه بعضهم بالاقامة حتى تاتيه امداده ، فابى إلا لخروج ، وقال : لا يسعنى المقام، وقل دخل العدو حريم رعيتى ، حتى أدفع ، حتى ادفع عنها ما غشيها أو الحق بالله ، فخرج بمن حضره من أصحابه ومن بقرب المدينة من نفوسه وهو أرة وزويشة وغيرهم يريد محمد بن الأشعث فالتقيا " بتاورغا " وهو على مسيرة ثمانية أيام من طرابلس .
------------------------------
(1) لعله اليزيدية . تأمل
(2) سورة العراف : آيه 37-38
(3) كذا في النسخ لعله باللحاق بأهليهم
صفحة ٣٦