وبودي لو أخرج الكتاب وعليه دراسة علمية وتحقيقات تاريخية لتكون الفائدة أكمل وأشمل ولكن أعتقد أن هذا العمل سيكون خطوة ثانية بعد تحقيقه وطبعه وعسى أن يجد أبناءنا الطلبة والرجال المتفرغين للبحث من ينتدب لذلك وحسبي أن أكون قد قمت بأول خطوة في الموضوع.
وقد رجوت من الشيخ الفضل المحقق عبد الرحمن بكلي _ وأنا في أثناء تحقيق الكتاب - أن يقدم له بمقدمة تكون أمس بالموضوع وأنسب بالكتاب أكتفى بها عن التعريف بالكتاب وبالمؤلف فلبي رغبتي ورحب بها فله مني كامل الشكر والتقدير كما أقدم ثنائي وشكري الخالص للأخوان الذين قدموا لي يد المساعدة ولم يبخلوا بأي جهد فساهموا معي في اخراج الكتاب بما قدموه من جهد وخدمات شكر الله سعيهم وجزاهم خيرا.
مقدمة
الحمد لله الذي الذي خلق السمات والأرض وجعل الظلمات والنور يعلم ما يسرون وما تعلنون والله عليم بذات الصدور ، خلق الأنسان عمله البيان وكل شئ عنده بمقدار سبحان من جعل له عينين ولسانا وشفتين ، وهديناه النجدين ، فسعيد يسره لليسرى وشقى يسره للعسرى ، هو الذي خلقكم وما تعلمون لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون ، احمده من عرف جلاله وكبرياءه واقدس من دون التشبيه صفته واسماءه ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين والمرسلين الذي ارسله الله رحمة للعالمين ونسخ بشريعة دينه كل شريعة ودين ، وعلى آله واصحابه الاكرمين ، وتابعيهم باحسان إلى يوم الدين وتابعي التابعين صلى الله عليهم اجمعين صلاة دائمة إلى يوم الدين .
وبعد : فان العلم دليل يقتدي به ، والي طريق الرشد هاد يهتي به " إنما يخشى الله من عباده العلماء " " والعلماء ورثة الانبياء " وفي الآية والخبر دليل على أن العلم ما صاحبه العمل ، وصادفته الخشية والوجل فإنه من أخشى الله تعالى لما لديه ، ويسعى فيما يقدم بين يديه ، وهل لمن عرى من الخشية فوز بعمل الحسنات ، واستحقاق وراثة تلك الدرجات ؟
صفحة ٣