وبلغنا ان رجلا من 1رية ابى بكر الصديق رضى الله عنه عن بعض الخلفاء أنه قال : با أهل مكة ويا أهل المدينة اوصيكم بالله وبالبربر خيرا ، فانهم سياتونكم بدين الله من المغرب بعد أن تضيعوه ، هم الذين ذكرهم الله في كتابه بقوله :" يا أيها الذين آمنوا من يرتدد منكم عن دينه فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه ، أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين . يجاهدون في سبيل الله واسع عليم ". لا ينظرون في حسب امرئ غير طاعة الله ، قال البكرى : فمن حين وقعت الفتنة انما نقاتل نحن العرب على الدينار والدرهم وأما البربر فانهم يقاتلون على دين الله ليقيموه قال : وهو يرفع الحديث إلى ابن مسعود رضى الله عنه أن آخر حجة حججنا قام خطيبا فقال : يا أهل مكة ويا أهل المدينة اوصيكم بتقوى الله وبالبربر فأنهم سيأتونكم بدين الله من المغرب ، وهم الذين يستبدل الله بكم اذ يقول :" وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم " والذى نفس ابن مسعود بيده لو ادركتهم كنت لهم أطوع من امائهم ، واقرب إليهم من دثارهم ، وبلغنا عن عائشة رضى الله عنها انها أبصرت صبيا له ذؤابتان ذا جمال وهيئة فقالت من اى قبيل هذا الصبى الشقى ؟ قالوا من البربر ، قالت عائشة البربر يقرون الضيف ويضربون بالسيف ويلجمون الملوك لجام الخيل .
قلت وانما قدم الشيخ رحمة الله ذكر الفرس والبربر تنبيها على فضيلة ائمتنا اذ كانوا من الفرس وفضيلة من انتهى إليه مذهبنا بالمغرب اذ كانوا جلهم البربر ولم يقصد بذلك تاخير العرب عن الفضيلة اذ فضيلة العرب افضل وشرفهم أقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابة ، وعلى ألسنتهم أنزل القرآن ، ومنهم كان أسلافنا من الصحابة والتابعين لهم باحسان إلى يوم الدين ، ولكل خصلة من الفضل بحسب عطاء الله ويسره له ، والله يؤتى من فضله من يشاء والله واسع عليم .
صفحة ١٩