ذكر فضائل الفرس من العجم بلغنا أن رسول اله صلى الله عليه وسلم لما نزل قوله تعالى : " يايها الذين آمنوا من يرتدد منكم عن دينه " الآية أشار إلى سليمان الفارسى وكان جالسا بين يديه قال : لعلهم أن يكونو من رهط هذا ، وعنه صلى الله عليه وسلم قال : " أن لله كنزا ليس من ذهب ولا من فضة ، لكنه في بطون ابناء فارس " وذكر ابن داب عن عمر بن الخطاب رصى الله عنه أنه مشى ذات يوم مع المغيرة بن شعبة ، وكان المغيرة اعور ، فقال له عمر رضى الله عنه ك هل أبصرت بعينيك هذه قط شيئا يا مغيرة ؟ قال نعم يا أمير المؤمنين قال له عمر سيعود الاسلام كما عورت ثم ليعمن حتى لا يدرى من له ولا من عليه ، فاذا أتى علية مائة وستون سنة رد عليه سمعه وبصره ، بوفد كوفد الملوك ، طيبة ارواحهم ، صالحة اعمالهم ، فقال له المغيرة من أي ماء يا امير المؤمنين ؟ امن الحجاز ام من ماء العراق ام من ماء الشام ؟ فولى عنه عمر وتركه ، فوليت الفرس تاهرت على رأس ستين ومائة . وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لو تعلق الدين بالثريا لنالته رجال من العجم ، واسعدهم به فارس ، وروى زيد بن اسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رؤيا وقصها على أصحابه ، فقال رأيت غنما سوداء خالطتها غنم بيض ، فتأولتها ان العجم يدخلون الاسلام فيشتركونكم في نسائكم ، واموالكم ، فتعجبوا من ذلك ، فقال : العجم يدخلون بلادنا يا رسول الله ! فقال : أي ، والذي نفسي بيده لو أن الدين تعلق بالثريا لنالته رجاله من العجم ، واسعدهم به أهل فارس ، ومن طريق آخر أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : لو تعلق العلم بالثريا لنالته الفرس ، وقال بعض المفسرين في قوله تعالى :" ستدعون إلى الفرس ، وقال بعض المفسرين في قوله تعالى : "ستدعون إلى قوم أولى باس شديد تقاتلونهم أو يسلمون " هم بنو جنيفة وقال بعضهم هم فارس .
صفحة ١٤