الذي اتبعه في تدوين المعلومات، والذي يقوم على الجمع والاستقصاء للروايات الواردة في الموضوع الواحد وتدوينها بالأسلوب الحديثي القائم على الإسناد لكل معلومة وإن قل شأنها، والمستكثر للطرق وإن كانت المعلومة واحدة، وهذا الأسلوب يحقق الموضوعية العلمية، فينقل إلى القارئ الأقوال، برواتها، وألفاظها، دون أن يتدخل بالإضافة أو الحذف، الذي يؤدي إلى سلك الموضوع في اتجاه معين، وهذا لا يجعلنا نعتقد أن دوره هو الجمع فقط، ذلك أنه مع الجمع قام بعملية التصنيف والترتيب حيث وضع كل مادة علمية في موضعها المناسب، كما أنه مارس النقد والترجيح (^١)، بين الروايات - بعد أن وضعها أمام القارئ، وحتى لا يلزمه برأي محدد - ولكنه لم يكثر من هذا.
- ومن معالم منهجه الالتزام بالإسناد في غالب الكتاب (^٢)، وأسانيده منها المتصل، ومنها المرسل، ومنها المُعلّق، ومنها المنقطع، ومنها المبهم، مثل قوله: أخبرت، ذكر لي، روى قوم، قال بعض أصحابنا، قيل، رُوي، زعم بعض الناس.
- كما أنه يستخدم الإسناد الجمعي في الأخبار الطويلة، ثم يقطعه بأسانيد مفردة، ثم يعود لسياق الخبر الأساسي، بقوله: رجع الحديث إلى الأول.
- بعض التراجم مطولة (^٣)، ويقسم الكلام فيها إلى مباحث وموضوعات
_________
(^١) انظر أمثلة لذلك في الطبقات: ٣/ ٢٤٥، ٤٤٧، ٤٤٩، ٥٧٥، ٥٨٣، ٦٠١، ٦٢٦، والسند رقم ٦٧٧ في الطبقة الخامسة.
(^٢) يقل استخدام الإسناد كلما اقتربنا من عصر المؤلف وخاصة عن التابعين وأتباعهم في المناطق التالية: واسط، وخراسان، والمدائن، والرّي، وقم، وهمدان، وبغداد، والأنبار، والعواصم والثغور، ومصر، وأيلة، وإفريقية، والأندلس.
(^٣) مثل تراجم الخلفاء الأربعة، وخاصة عمر ومثل ترجمة ابن عباس، والحسن والحسين وعبد الله بن الزبير، وبعض التابعين مثل محمد بن الحنفية، وسعيد بن المسيب، وعلي ابن الحسين، وعمر بن عبد العزيز، ومسروق، والشعبي، وسعيد بن جبير، وابن سيرين، والحسن البصري.
1 / 68