والضحاك بن مزاحم الهلالي، ترجمه في الطبقة الثانية من الكوفيين، وفي الفقهاء المحدثين بخراسان (^١)، وشقيق بن سلمة الأسدي أبو وائل ترجمه في الطبقة الأولى من الكوفيين مرتين (^٢)، باعتبار صفة قامت به (^٣)، لأن ابن سعد في ترتيبه للأعلام في كل طبقة من طبقات التابعين وأتباعهم، يلاحظ الاشتراك في الصفة، مثل، علو الإسناد، بدلًا من الترتيب على الأنساب (^٤) الذي استخدمه داخل طبقات الصحابة، ولكنه تَغَلّب على هذا الإشكال ببسط الترجمة في موضع، واختصارها في الموضع أو المواضع الأخرى، وليس بالضرورة أن يكون بسط الترجمة في أول موضع حسب ترتيب الكتاب، وإنما في المكان الأكثر مناسبة، ولكنه في غير البدريين، لا يحيل على موطن الترجمة الموسع، ولم أتبين سببًا لذلك.
• منهجه في عرض المادة العلمية: -
نذكر هنا ظواهر عامة في منهج ابن سعد في كتاب الطبقات الكبرى، أما الدراسة التفصيلية المتخصصة في موضوع الرسالة فستكون في المبحث التالي عن الطبقة الخامسة.
لقد عرض ابن سعد مادته العلمية وفق منهج يتسم بالدقة، والأمانة، والموضوعية، وجودة السبك والتنسيق، إلا في مواطن قليلة قد يلاحظ فيها التكرار، أو التعارض، وعُذره في ذلك يعود إلى طبيعة الأسلوب العلمي
_________
(^١) المصدر نفسه: ٦/ ٣٠٠، ٧/ ٣٦٩.
(^٢) المصدر نفسه: ٦/ ٩٦، ٦/ ١٨٠.
(^٣) لقد ترجمه أولا في مَنْ روى عن عمر وعلي وابن مسعود، ثم ترجمه في نفس الطبقة ولكن تحت عنوان، مَنْ روى عن علي وابن مسعود، أي ولم يرو عن عمر، وربما يكون سبب التكرار الشك في لقياه لعمر.
(^٤) ليس معنى هذا إلغاء الترتيب على النسب كلية ولكن لم يعد هو العامل المعتبر في التقسيم داخل الطبقة، وانظر نماذج من ذلك في ٥/ ١٧٨ - ٢١١، ٥/ ٢٥٦ - ٢٦٥.
1 / 67