250

============================================================

عيسى المذكور نفع الله به في بدايته، كثير السياحة، يقال: انه بلغ جبل قاف وغيره من أطراف الارض، وان سياحته قدر ستين سنة أو أكثر من ذلك على ما قيل في عمره كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى.

ومن كراماته نفع الله به أنه لما حصل نزول الرماد على أهل اليمن، ودام ذلك عليهم ثلاثة أيام حتى أظلم الجو في اليوم الثالث، ونزل رماد أسود، وكان قد كشف لبعض أصحاب الشيخ عبدالقادر الجيلاني، انه سيصيب أهل اليمن صاعقة، فشفع فيهم، فقيل له: قد شفع فيهم رجل منهم يقال له عيسى الهتار، وذلك سنة ستمائة.

ومن كراماته أنه كانت امرأة مغنية مشهورة بالفجور، جاءت الى الشيخ يوما تزوره وتتبرك به، فلما وقع عليها نظر الشيخ نفع الله به، تابت الى الله تعالى ورجعت عما كانت عليه، فزوجها الشيخ بعض الفقراء، وعمل لهم وليمة، وجمع عليها الفقراء، وكانت عصيدة ولم يجعل لهم عليها شيئا من الأدام كما جرت العادة، وكان قاعدا ينتظر من يصل، وكان للمرأة صاحب من أمراء الدولة فلما علم بذلك أرسل لهم بزجاجتين من الخمر، وقال للرسول: قل لهم يجعلون هذا إداما على طريق الاستهزاء، فلما وصل الرسول الى الشيخ، قال له: هات يا ولدي أبطأت علينا، وأخذ الزجاجتين فصب من احداهما سمنا لم ير مثله، ومن الأخرى جلابا لم ير مثله، ثم قال للرسول: اقعد كل مع الفقراء، فقعد وأكل شيئا لم يطعم أحسن منه، فلما رجع الى الامير أعلمه بذلك، فجاء الى الشيخ واعتذر منه وقبل يديه ورجليه، فعفا عنه الشيخ، ويقال: أنه تحكم على يده هو ورسوله، وان الرسول ترك خدمة الامير ولزم صحبة الشيخ، وكان من جملة الفقراء.

ويحكى عن الشيخ المذكور: انه كان يجتمع بالنساء وله معهن محادثة وأخبار كثيرة، والله أعلم بما يصح منها.

ويروى انه لما حضرته الوفاة نهى أولاده وأصحابه عن مثل ذلك، وقال

صفحة ٢٥٠