ولكن بيدك أن تروح هذه التصورات باستمرار وتحيي ضرامها، «بوسعي أن أتخذ هذا الرأي الذي ينبغي اتخاذه في هذا الشيء، وما دام ذلك بوسعي فلماذا أبتئس؟ كل ما يقع خارج عقلي لا شأن له به على الإطلاق.» تعلم هذا تقف ثابتا. بوسعك أن تعيش مرة أخرى. انظر إلى الأشياء مرة ثانية كما اعتدت أن تنظر إليها، فهكذا تسترد حياتك وتستأنفها. (7-3) الأبهة الفارغة للمواكب والاحتفالات، عروض المسرح، القطعان والأسراب، عروض المبارزة (المقارعة بالسيف)، عظمة ملقاة للجراء،
2
فتات ملقى لسمك البركة، نمل يكدح وينوء بأحماله، عدو فئران مذعورة، دمى ترقصها خيوطها، هكذا أشياء العالم. عليك أن تظل سمحا بين هذا كله، وألا تسخر منه. على أن تضع في اعتبارك أن قدر المرء إنما يقاس بقيمة الأشياء التي يقدرها. (7-4) في مجال القول عليك أن تصغي إلى ما يقال، وفي مجال الفعل عليك أن تلاحظ ما يفعل. في الثاني أن تدرك مباشرة الغاية التي يرمي إليها الفعل، وفي الأول أن تشهد بدقة المدلول الذي يشير إليه القول. (7-5) هل فهمي قادر على هذه المهمة أو لا؟ إذا كان قادرا فسوف أستخدمه كأداة للعمل وهبتني إياها طبيعة «الكل». وإذا لم يكن فإما سوف أتنحى عنها وأتركها لمن هو أقدر عليها مني، وإما، إذا لزم الأمر، سوف أحاول أن أنفذها جهد ما أستطيع بالاستعانة بمن يمكنه بالتعاون مع عقلي الموجه أن يحقق ما هو ملائم للمجتمع في هذه اللحظة المحددة ومفيد للصالح العام. وأيا كان ما أفعل، بنفسي أو مع غيري، فينبغي أن ينصب على شيء واحد؛ ما هو مفيد وملائم للمجتمع. (7-6) ما أكثر الذين حلقوا إلى أعالي المجد يوما ما وهم الآن في غمرة الخمول! وما أكثر الذين تغنوا بمجد هؤلاء واندثروا منذ زمن طويل! (7-7) لا تستح من طلب العون.
3
إن مهمتك أن تؤدي الواجب المنوط بك، شأنك شأن جندي في مفرزة ارتقاء حصن؛ فماذا إذن لو كنت أعرج ولا تستطيع تسلق الجدار بنفسك بينما يمكنك ذلك بمساعدة آخر؟ (7-8) لا تحمل هم الأمور القادمة، فلسوف تأتي إليها، إذا لزم الأمر، مسلحا بنفس العقل الذي تستخدمه الآن في الأمور الحالية. (7-9) جميع الأشياء متواشجة متشابكة، يربطها معا رباط مقدس، لا شيء غريب عن الأشياء الأخرى؛ فجميعها قد رتبت معا لكي تتعاون على تحقيق «النظام» الواحد للعالم؛ ذلك أن «العالم» المؤلف من جميع الأشياء واحد،
4
والإله المنبث في كل الأشياء واحد، والمادة واحدة، والقانون واحد، والعقل الشائع في جميع الموجودات العاقلة واحد، والحقيقة واحدة؛ لأن الحقيقة هي كمال الموجودات العاقلة المشاركة في عقل واحد. (7-10) كل شيء مادي سرعان ما يتبدد في مادة العالم. وكل شيء سببي (صوري) سرعان ما يرد إلى عقل العالم، وذكرى كل شيء سرعان ما تطمر في الأبدية. (7-11) بالنسبة لكل كائن عاقل فالعمل وفقا للطبيعة هو أيضا العمل وفقا للعقل. (7-12) قم بنفسك ... أو بغيرك.
5 (7-13) الكائنات العاقلة كأعضاء الجسد الواحد خلقت للتعاون، ستتبين هذا بوضوح شديد كلما قلت لنفسك إنني «عضو»
melos
في منظومة الكائنات العاقلة. أما إذا قلت إنني «جزء»
صفحة غير معروفة