الإهداء
مقدمة
التأملات: ماركوس أوريليوس النص الكامل
الكتاب الأول1
الكتاب الثاني
الكتاب الثالث
الكتاب الرابع
الكتاب الخامس
الكتاب السادس
الكتاب السابع
صفحة غير معروفة
الكتاب الثامن
الكتاب التاسع
الكتاب العاشر
الكتاب الحادي عشر
الكتاب الثاني عشر1
التأملات: ماركوس أوريليوس دراسة وتعليق
الفصل الأول: ماركوس أوريليوس والرواقية
الفصل الثاني: رواقية ماركوس أوريليوس قراءة في «التأملات»
الفصل الثالث: العلاج الرواقي
قطوف من «التأملات»
صفحة غير معروفة
قطوف من «التأملات»1
الإهداء
مقدمة
التأملات: ماركوس أوريليوس النص الكامل
الكتاب الأول1
الكتاب الثاني
الكتاب الثالث
الكتاب الرابع
الكتاب الخامس
الكتاب السادس
صفحة غير معروفة
الكتاب السابع
الكتاب الثامن
الكتاب التاسع
الكتاب العاشر
الكتاب الحادي عشر
الكتاب الثاني عشر1
التأملات: ماركوس أوريليوس دراسة وتعليق
الفصل الأول: ماركوس أوريليوس والرواقية
الفصل الثاني: رواقية ماركوس أوريليوس قراءة في «التأملات»
الفصل الثالث: العلاج الرواقي
صفحة غير معروفة
قطوف من «التأملات»
قطوف من «التأملات»1
التأملات
التأملات
تأليف
ماركوس أوريليوس
مراجعة وتقديم
أحمد عتمان
ترجمة
عادل مصطفى
صفحة غير معروفة
هذا الكتاب ترجمة للنص الكامل لكتاب «التأملات» للإمبراطور الفيلسوف ماركوس أوريليوس، عن الترجمتين الإنجليزيتين التاليتين:
Marcus Aurelius, Meditations. Translated by Martin Hammond,
Marcus Aurelius, The Meditations. Translated by G. Long, Amherst: Prometheus, 1991.
الإهداء
إلى جيل الأخطار والخطايا - جيل «أهل الثقة» و«ذوي القربى» والولاء والرياء، الجيل الذي حول مصر من مهجر إلى مزجر، من حضن أم رءوم إلى ظهر قط مغضب - عساه أن يتعلم شيئا من ماركوس أوريليوس الذي ارتقى العرش بكفاءته لا بولائه، وكان يفضل خطوة في الواقع على خطوات في الوهم، ويعرف أن ما لا يفيد السرب لا يفيد النحلة، ويتعلم كيف يحكم نفسه قبل أن يحكم العالم، وكيف يتطهر بالاعتراف قبل أن يطهره زواله.
عادل مصطفى
تصدير
تأملات في «تأملات» الإمبراطور الرواقي
بقلم د. أحمد عتمان
يحفل التاريخ الروماني بأحداث وشخصيات عجيبة لا مثيل لها، مما يجعل هذا التاريخ سفرا شائقا إذا شرعت في تصفحه فليس بوسعك أن تتركه دون أن تكمله، بل وتطلب المزيد والمزيد من المعرفة به وملابساته وتطوراته منذ أن كانت روما حصنا صغيرا على نهر التيبر، ثم صارت عاصمة لإمبراطورية ضخمة لا سابق لها في التاريخ؛ فهي تغطي كل العالم المعروف آنذاك من حدود الهند وأواسط آسيا شرقا إلى الجزر البريطانية غربا.
صفحة غير معروفة
ومن أعجب الشخصيات التي تزين سماء ذلك التاريخ الرائع هو مؤلف هذا النص الذي نقدم لترجمته بهذه السطور البسيطة.
وتعد فترة حكم «الأباطرة الخيرين» أسعد فترة في تاريخ الإمبراطورية الرومانية ويطلق عليها «العصر الأنطونيني». كانت حياة أنطونينوس
Anotoninus
(138-161م)، كلها طاهرة ونقية قضاها في الكفاح من أجل إسعاد رعاياه، فساد النظام والهدوء. كان رجلا واضحا خيرا مرحا، هادئا وبريئا، استطاع أن يقدم صورة مثالية للوثنية في أزهى عصورها. ويأتي عهده هكذا على النقيض من حكم الطغيان الفاسد والمستبد الذي تلا عصر أوغسطس وكذا الفترة الكئيبة والفوضى التي ستسود القرن الثالث الميلادي.
وبناء على رغبة هادريانوس كان أنطونينوس قد تبنى ابن عمه وصهره ماركوس أوريليوس أنطونينوس (الفيلسوف)
Marcus Aurelius Antoninus
الذي امتد حكمه من 161م إلى 180م، وكان رجلا فاضلا بمعنى الكلمة، كرس حياته كلها للأدب والفلسفة ولا سيما المدرسة الرواقية، ووصلنا كتابه «تأملات»
Meditationes
أو باليونانية
Ta eis heauton
صفحة غير معروفة
أي إلى نفسه) الذي يسجل فيه بالإغريقية أفكاره وأحاسيسه عن المسائل الأخلاقية والدينية. وفي عهده بدأت الأمم على حدود الإمبراطورية الشمالية تثير القلاقل وقامت حروب بين الماركومانيين
Marcomanni (في بلاد تقع الآن على أرض بوهيميا وبافاريا الحديثة) وقبائل جرمانية أخرى وبين الرومان. ومات ماركوس أوريليوس في مارس 180م.
ولعله من المفيد أن نلقي نظرة سريعة على نشأة الفلسفة الرواقية لكي نفهم الأفكار المطروحة في «التأملات».
عاش زينون
Zeno
في كيتيون (335-263ق.م) كان أبوه تاجرا ويدعى مناسياس
Mnaseas
وعمل زينون نفسه في بداية حياته بالتجارة. وفي سن الثلاثين تحول إلى الفلسفة. وهناك رواية تقول إنه كان في سفينة تحمل بضاعة من أرجوان فينيقيا فتوجه بها إلى أثينا فغرقت على مقربة من بيريه. ونجا زينون واستقر في أثينا وكان الأثينيون يلقبونه بالفينيقي. وهو الذي أسس المدرسة الرواقية في أثينا حوالي 301ق.م. لقد بدأ بدراسة فلسفة سقراط عن طريق كتابات كسينوفون ثم انتقل إلى أنتيسثنيس الشكاك (الكلبي) فدرس هذه الفلسفة مع الميجاريين ديودوروس وكراتيس، وكان للأخير التأثير الأكبر على حياته. بعد ذلك تتلمذ زينون على بوليمون
في الأكاديمية، وتأثر بكل من ستيلبو
Stilpo
صفحة غير معروفة
وكسينوكراتيس
Xenokrates .
كان زينون طويل القامة نحيف الجسم شديد سواد الجلد، رأسه مائل على كتفه. وكان يرتدي الأقمشة البسيطة الرخيصة، ويقنع في مأكله بالقليل من الخبز والتين والعسل والقليل من النبيذ. وكان سلوكه سلوك الرجل الوقور، وتبدو على هيئته سمات الجد والانقباض، ولكنه لم يكن يأنف أن يغشى أحيانا مجالس الأنس والمرح، فإذا سئل في ذلك أجاب بأن طبيعة الترمس المرارة، فإذا نقع بالماء مدة طاب مساغا. وكان زينون يؤثر الصمت على الثرثرة في حين كان الأثينيون يميلون إلى كثرة الكلام. يروون أن زينون قال في ذلك: «إن لنا لسانا واحدا وأذنين؛ لنعلم أننا ينبغي أن ننصت أكثر مما نتكلم.» وكان زينون موجز العبارة، لم يعن في كتابته بفصاحة ولا أسلوب. كان بنشأته يميل إلى السليقة ويحتقر التصنع أو التكلف على أن خشونة الطبع وغلظة القول، وسط قوم مغرمين بالرشاقة والجمال، لم يكونا ليحولا بين زينون وبين التأثير في مستمعيه أبلغ تأثير. أجمع القدماء على أن زينون كان على خلق عظيم، وأن حياته على بساطتها كانت دائما قدوة طيبة ومثالا أخلاقيا عاليا. بلغ هذا الحكيم من قوة الإرادة وطول الصبر وضبط النفس والعفة والسيطرة على الهوى، مبلغا أدهش معاصريه؛ فكان الأثينيون يضربون به المثل قائلين «أضبط لنفسه من زينون!»
عاش زينون حتى بلغ من العمر 98 سنة. ولما مات رثاه الأثينيون رثاء رسميا، وأصدر أولو الأمر قرارا أعلنوا فيه أنه استحق تقدير الوطن لخدماته وحثه الشبيبة على الفضيلة والحكمة؛ ولذلك منحوه تاجا من ذهب وقبرا من مدافن العظماء.
وفي سن صغيرة كتب «جمهورية الحكماء»
والتي من بعض الجوانب قدمت التبرير الفكري لفتوحات الإسكندر الأكبر وحلمه؛ أي الحكومة العالمية والإخاء بين البشر. وبذلك قدم زينون النموذج الذي احتذاه الرومان وغيرهم من مؤسسي الإمبراطوريات فيما بعد. كانت جمهورية زينون الرواقية يوتوبيا أفلاطونية النزعة والنكهة، وإن كان بها ما يتناقض مع أفلاطون ومبادئه فهي تركز على المبادئ الكلبية والأفكار الأقدم عن «الحياة وفق الطبيعة» التي يحياها الحكيم الرواقي، وهو ما صار يعرف فيما بعد في روما
ad naturam vivere . كانت الآلهة عند زينون كائنات كونية وليست أنثروبومورفية هومرية. إنها الشمس والقمر والنجوم، إنها آلهة تعيش في عالم واحد مع البشر
Cosmopolis
حيث تشاركهم كل شيء. وهنا نلاحظ تأثير الفلك البابيلوني على زينون. وهذه المبادئ الرواقية تجسد القانون الطبيعي الإلهي والعدالة الكونية، التي جاءت استجابة أخلاقية للفرد اليائس والمغترب بعد فقدان نظام دولة المدينة
وطغيان القوى الكبرى والضاغطة على الكيانات الصغرى وفي مقدمتها الفرد. في تلك الظروف لم يعد من هاد للبشرية في هذه المتاهة الحديثة سوى اللجوء للمنطق، الحب، الحرية، الوئام وما شابه ذلك. وجمهورية زينون يحكمها الحكماء الممتازون
صفحة غير معروفة
Spoudaioi
ويتبعهم الباقون ويعتمدون عليهم. كان بوسع أي واحد من هؤلاء الأفراد العاديين أن يصعد إلى قمة الحكمة مثل هؤلاء الحكماء بالتدريب والتمرين والمثابرة وبممارسة الفضيلة أيضا؛ فالسعي في حد ذاته إلى الفضيلة فضيلة.
ولقد ضرب زينون نفسه القدوة التي تحتذى؛ لأنه عاش زاهدا يواصل الليل بالنهار في دراساته وتأملاته التي اعتبرها رسالة سماوية كلف بأدائها. ولقد ورد عند ديوجينيس لائيرتيوس هذه الأبيات في وصف زينون:
لا برد الشتاء القارس ولا وابل السيل المنهمر على الدوام،
ولا شعلة الشمس القائظة ولا المرض العضال،
لا شيء يقهره أو ينال من قواه،
بل إن جمهرة الناس بلا عدد ودون أن ينفد لها دأب،
تزحف إليه وتلتف حول درسه ليل نهار.
ومن بين أتباع زينون لا مفر من الإشارة إلى برسيوس
، من كيتيون؛ فهو من أفضل تلاميذه، وكان قد أرسله إلى أنتيجونوس جوناتاس
صفحة غير معروفة
Antigonos Gonatas (320-239ق.م) ملك مقدونيا لكي يقوم على تعليم ابنه وتثقيف شعبه. هذا في قبرص أما خارجها فكان أتباع الرواقية من الكثرة بحيث لا يمكن حصرهم. ونشير فقط إلى بعضهم هنا. وكان ديموناكس
Demonax (القرن الثاني الميلادي) من أشهر القبارصة الرواقيين وكان صديقا لإبكتيتوس
Epictetus (50-138م). وكان ألمعيا وساخرا، كان فيلسوفا كلبيا بالأساس وكتب لوكيانوس سيرته. ومع أنه كان من أسرة ثرية إلا أنه فضل العيش في زهد. هذا مع أنه تجنب مغالاة بعض الرواقيين إلا أنه صام وامتنع عن الطعام حتى الموت وهو في سن المائة تقريبا. أما عبارته «محظوظ ذلك الذي لا يخاف ولا يأمل»، فلربما كانت مصدر النقش الموجود على قبر كازانتزاكيس الروائي والشاعر اليوناني الحديث في هيراكليون بكريت «لا أخاف شيئا لا آمل في شيء إني حر.» ومن أتباع الرواقية كذلك فيلولاوس
من كيتيون (القرن الأول الميلادي)، وأريستوديموس
Aristodemos
القبرصي كذلك (القرن الأول-الثاني الميلاديين).
أما سينيكا الفيلسوف الشاعر الروماني (4ق.م-65م)، فهو الشخصية الثانية من حيث الأهمية بعد زينون في سجل المدرسة الرواقية، ويقول عن مؤسسها القبرصي:
نحن بالفعل الذين نقول إن كلا من زينون وخريسيبوس حققا إنجازات أكبر مما لو كانا قد قادا الجيوش أو تقلدا المناصب أو سنا التشريعات؛ لأن السنة التي سناها لم تك لدولة ما بعينها، وإنما للبشرية أجمعين؛ ولذا فلماذا لا يكون وقت الفراغ ملائما للرجل الفاضل، في خلاله يستطيع أن يهيمن على الأجيال القادمة ويوجهها ويخاطب ليس فقط القلة المحدودة حوله، بل أيضا كل البشر في سائر الأمم الموجودة الآن والتي ستأتي من بعد؟ باختصار شديد أسألك: هل عاش كل من كليانثيس وخريسيبوس وزينون وفق التعاليم التي نادوا بها؟ وبدون شك ستجيب أنهم بالفعل عاشوا على النهج الذي قالوا إنه من الواجب اتباعه في الحياة.
وورد عن سينيكا أيضا ما يلي:
من الشائع أن هوميروس لم يمتلك سوى عبد واحد، وكان لأفلاطون ثلاثة، أما زينون مؤسس المدرسة الرواقية الصارمة والرجولية فلم يكن لديه ولا عبد واحد.
صفحة غير معروفة
ويركز الدكتور عثمان أمين على تأثير زينون في الفلاسفة العرب والمسلمين ويشير إلى ما حفظه الشهرستاني من حكم وأمثال كثيرة منسوبة لزينون؛ فقد ذكر الشهرستاني حكما كثيرة أثرت عن زينون وهي تلائم ما نعرفه من أخلاقه ... ونورد هنا بعضها: رأى زينون فتى على شاطئ البحر محزونا يتلهف على الدنيا، فقال له: «يا فتي، ما يلهفك على الدنيا؟ لو كنت في غاية الغنى، وأنت راكب في لجة البحر، قد انكسرت السفينة وأشرفت على الغرق، وكانت غاية مطلوبك النجاة ويفوت كل ما في يدك ؟» قال: «نعم.» قال: «لو كنت ملكا على الدنيا، وأحاط بك من يريد قتلك، كان مرادك النجاة من يده؟» قال: «نعم.» قال: «فأنت الغني وأنت المالك الآن.» وقيل لزينون: «أي الملوك أفضل: ملك اليونانيين أم الفرس؟» قال: «من ملك شهوته وغضبه.» ونعي إليه ابنه فقال: «ما ذهب ذلك علي، إنما ولدت ولدا يموت وما ولدت ولدا لا يموت!» وقيل له، وقد كان لا يقتني إلا قوت يومه: «إن الملك يبغضك.» فقال: «وكيف يحب الملك من هو أغنى منه؟»
وفي مقامنا هذا لا نملك إلا أن نسلط الضوء في عجالة على بعض مبادئ الرواقية الرئيسة. وأول هذه المبادئ الذي يعد مفتاحا لكل الفلسفة الرواقية هو مبدأ «العيش وفق الطبيعة»:
ad naturam vivere.
to kata physin zein.
وكلمة الطبيعة
natura, physis
تعني هنا طبيعة الإنسان نفسه والطبيعة الكونية؛ ففي إطار الفلسفة الرواقية لا فرق بينهما، وهما متداخلان ومتفاعلان ويشكلان معا كيانا عضويا؛ فالعيش وفق الطبيعة إذن يعني الانسجام والوئام بين الإنسان والبيئة من حوله. وأدعو القارئ الحصيف أن يتأمل الآن فيما يجري في دنيانا الراهنة من تغير مناخي وتلوث البيئة والكوارث الطبيعية المتتالية ...
أفليس هذا كله نذيرا لنا بأننا لا نعيش وفق الطبيعة؟
النار هي خالقة الأشياء، وهي أسمى عناصر الكون. أما النفس الإنسانية فهي من هواء ساخن؛ فهي متصلة بأسمى العناصر وخالق الأشياء أي النار. وأي خلل يصيب النظام الكوني من الطبيعي أن يصيب النفس الإنسانية، التي هي أيضا إذا تعرضت للخلل أصابت النظام الكوني بالخلل. ويتمثل الخلل الذي يصيب النفس الإنسانية في هزيمة العقل أمام العاطفة والأهواء. هذه الهزيمة المنكرة تتجسد شرا مستطيرا في تراجيديات سينيكا؛ فعلى سبيل المثال تعشق فايدرا في المسرحية التي تحمل اسمها (أو اسم هيبوليتوس) عنوانا؛ ابن زوجها الشاب العفيف هيبوليتوس، وعندما يصدها وقبل أن تموت تترك رسالة تتهمه لدى أبيه بأنه اغتصبها. عاطفة مستعرة وشر مستطير حطم الأسرة جميعا والمدينة بأكملها، ثم امتد الشر إلى الطبيعة نفسها حيث خرج من البحر وحش أسطوري لا مثيل له أصاب خيول عربة هيبوليتوس بالجنون، فمزقت الخيول صاحبها إربا إربا ... كوارث طبيعية تصيب النظام الكوني بالخلل؛ لأن العقل داخل النفس الإنسانية تلقى هزيمة فادحة على يد جحافل العاطفة والأهواء الفتاكة.
على أن النار خالقة الأشياء وحارسة النظام الكوني تحرق الأشياء جميعا في حريق كوني هائل
صفحة غير معروفة
ekpyrosis . هذا الحريق الكوني يحدث على فترات متباعدة جدا بهدف تطهير الكون من أكوام الدنس المتراكمة عبر العصور.
إنها إذن النار الإلهية الخلاقة التي تدمر الكون لتخلقه من جديد. هذه النار الإلهية لا يمكن مقارنتها بالنار البشرية التي نستخدمها كل يوم؛ فهي نار مدمرة تحرق الأشياء ولا تعيد خلقها. ومن هنا كان حرق الموتى - ولا سيما حرق الأباطرة بعد موتهم - جزءا من طقوس تأليههم؛ إذ يخلصهم الحرق من أدران الجسد، ويطير بروحهم إلى السماء لتتحد مع النجوم التي هي إحدى التجليات للنار الإلهية الخلاقة.
الحكيم الرواقي
sapiens stoicus
هو الحر الوحيد، وهو السعيد الوحيد، وهو الملك بحق، وهو المنتصر الأوحد. لماذا؟ لأنه أولا وأخيرا قهر نفسه، ومن قهر نفسه فقد قهر العالم. إنه قهر في نفسه الطمع في أي شيء؛ ولذا فهو حر وسعيد، وقهر في نفسه الخوف من الموت. هو قاهر الموت فماذا يخشى بعد ذلك؟ يقسم الرواقيون الأشياء إلى:
أشياء مهمة وضرورية فهي خير.
أشياء غير مهمة وغير ضرورية فهي شر.
أشياء وسط
media
أو لا هي خير ولا شر؛ أي كما يترجمها المترجم لنص أوريليوس «لا فارقة»
صفحة غير معروفة
idifferentia
إنها أشياء يمكن أن تكون خيرا ويمكن أن تكون شرا. المهم أن نعرف ما هي هذه الأشياء الوسط بالنسبة للرواقيين هي: الفقر والغنى، المرض والصحة، الحكم والملك ... إلخ.
وأهم شيء في هذه الأشياء الوسط الموت؛ فالموت بالنسبة للرواقيين هو كأي شيء في حياتنا لا هو خير في حد ذاته ولا هو شر في حد ذاته، بل إن الموت أحيانا يكون بابا للحرية والخلاص والسعادة الأبدية، فلماذا نخاف الموت؟ جبان ذلك الذي يقبل الحياة بأي ثمن، وحكيم رواقي بحق من يقدم على الموت، بل يطلبه إذا سدت كل السبل أمامه ولم يعد هناك من وسيلة ليحفظ كرامته وحريته ومبادئه . إذن لا استسلام وإنما إقدام على الموت. ويأخذ البعض على الرواقيين هذه الدعوة إلى الانتحار، وهذا سوء فهم وسوء تفسير؛ فهم أي الرواقيون لا يحبذون الانتحار لأسباب تافهة
ex frivolis causis
وإنما الانتحار هو الحل الأخير لحفظ كرامة الحكيم الرواقي ومبادئه. إنه بهذا الانتحار يقهر قاهره وينتصر عليه؛ فالموت في مثل هذه الحالة هو النصر المبين. ويقول سينيكا في ذلك: «ليس شقيا قط من تيسرت له سبل الموت.» ويقول أيضا إن الطبيعة نفسها تعلمنا. لقد جئنا جميعا للحياة من طريق واحد هو رحم الأم، أما الخروج من الحياة فله آلاف الطرق.
ومن اللافت للنظر في «تأملات» ماركوس أوريليوس أنها أشبه ما تكون بمفكرة دون فيها هذه التأملات، ربما وهو في خضم المعارك وفوق الجبال أو في أعماق الغابات، وربما كان أحيانا في قصره المنيف. المهم أنها تأملات مكتوبة بعيدا عن قصدية الدرس المتعمق أو الخطاب المنمق وما شابه. ومع ذلك فالمرء يدهش من كثرة الإشارات لعيون الكتب والمؤلفات في الأدب الإغريقي واللاتيني؛ فليس الأمر قاصرا على الرواقيين السابقين، بل يشمل كل المدارس الفلسفية والمذاهب الأدبية عند الإغريق والرومان. هذه التعددية في مصادر أوريليوس تدل دلالة واضحة على عمق ثقافته وغزارة اطلاعه.
أما الترجمة التي نقدم لها فتنم عن دارس مجتهد للفلسفة وذواقة للأدب. إنه مترجم يحب المادة التي يترجمها ويعيش المبادئ التي يشرحها؛ لذلك كان أسلوبه في الترجمة مستساغا، ومع أنه يترجم النص الإغريقي عن الإنجليزية فإنه لم يفقد الكثير من روح النص الإغريقي الأصلي الذي وضعته أمامي وأنا أراجع الترجمة.
لقد نجح المترجم في أن يصل إلى صيغة شائقة لأفكار الفيلسوف الرواقي. وأنا على يقين تام من أن القارئ العربي سيجد متعة فائقة، وفائدة ملموسة في قراءة هذا النص الذي يمكن أن نجد فيه العزاء الوافي عما نقاسيه في أيامنا هذه.
والله ولي التوفيق.
الجيزة، فبراير 2010
صفحة غير معروفة
مقدمة
إذا شئت أن تملك سيطرة على الألم فافتح كتابه المبارك وأوغل فيه، ولسوف يتسنى لك بغدق فلسفته أن ترى كل المستقبل والحاضر والماضي، ولسوف تدرك أن كلا من الفرح والترح لا يعدو أن يكون دخانا.
قارئ يوناني للتأملات
1
نفس كبيرة، تنسل كل يوم من ضجيج الجيش ومن عجيج المعسكر على ضفاف الدانوب، لكي تدون خواطرها، في منبلج الصباح، وتسجل خلجاتها وتقيد أوابدها، وتفرغ بعض حين من حكم العالم لكي تؤكد حكمها لنفسها!
ذلك هو ماركوس أوريليوس (121-180م) الفيلسوف الرواقي ورأس الإمبراطورية الرومانية، الملقب ب «الفيلسوف على العرش»؛ إذ تحققت فيه، إلى حد كبير، صورة الحاكم الفيلسوف التي تمثلها أفلاطون في جمهوريته، وكان «الحاكم المطلق» على العالم المتحضر كله آنذاك، وبلغ من الحكمة والأستاذية ما لم يبلغه أحد من معاصريه، وكان مثالا لرقة القلب، وللعدالة التي لا يشوبها شيء اللهم إلا السماحة الزائدة، على حد قول جون ستيوارت مل.
كتب ماركوس هذه اليوميات باليونانية، لغة الصفوة من مثقفي الرومان في ذلك الوقت، ووسمها بعبارة غامضة:
ta eis heauton
وتعني «إلى نفسه»؛ أي إن «الإمبراطور في هذه الصحائف يخاطب نفسه ولا يخاطب جهة أخرى.» تمييزا لها عن الوثائق الأخرى التي تودع في خزانته، ولا هو يبيت في كتابتها نية النشر على القراء، ولا نية التخطيط لمؤلف يتركه لقومه وللأجيال من بعده. (1) لم الكتابة؟!
الكتابة «تضايف»
صفحة غير معروفة
2
بقارئ (قراء): الكاتب يعرف أنه جزء من مجتمع، يكتب الكاتب وفي خاطره وضميره قراء يتوجه إليهم بحديثه ويناجيهم بما يجد، فيكون القارئ هو «المكمل الضروري منطقيا» لعلاقة الكتابة؛ كالشراء بالنسبة للبيع، والابن للأب، والتلميذ للأستاذ، والزوج للزوجة، يأخذ كل منهما من الآخر معناه ومأتاه.
فلماذا إذن يكتب ماركوس وقد انتفت لديه نية النشر؟!
وفي غياب القارئ ماذا يبقى من غرض للكتابة؟!
يبقى الكثير. الكتابة ارتقاء من الخصوصية إلى العمومية، تحقيق لما هو كامن في العقل، وتحديد لما هو غائم، وتثبيت لما هو هائم، بل هي بحث عن المجهول من خبايا النفس، ومعرفة بما هو ضائع في تضاعيف الذات.
لست أعرف بالضبط ما أنا أفكر فيه؛ ربما لذلك شرعت في كتابته.
بذلك يتحول «الذاتي» إلى «موضوعي» (ينتقل من «العالم 2» إلى «العالم 3» بلغة كارل بوبر)، فتتملكه الذات بعد أن كان يتملكها! وتتناوله بالاستيعاب والهضم والمراجعة والتصويب، وربما تحوله، بالمران والتكرار، إلى كيانها وبنيتها، فيصير نسيجا من أنسجتها، وعضوا من أعضائها (يتحول «الميروس» إلى «ميلوس» بلغة ماركوس)، عضوا جاهزا للاستعمال طوع إرادتها وتحت إمرتها ورهن إشارتها.
3 (2) لم التكرار في التأملات؟
التكرار بحاجة إلى رد اعتبار. التكرار ضرورة بيداجوجية (تتعلق بأصول التربية والتدريس)؛ فماركوس إذ يخط تأملاته إنما هو في مران وتدريب، إنه يخاطب نفسه، ومن البين أن هذه النفس قد انقسمت قسمين: نفسا عاقلة عليا تواجه نفسا واهنة دنيا انزلقت إلى مواقف غير فلسفية وتنكبت طريق الفضيلة، وتلح عليها بالتنبيه والتذكير: «اذكر ...» «تذكر ...» «ضع في اعتبارك ...» «لا تنس ...» التكرار هنا تدريب رواقي و«صباغة للنفس بالأفكار»، وتحويل ل «المعرفة» الأخلاقية، بالمجاهدة والكدح، إلى خليقة مكينة وسلوك ثابت (تحويل «اللوجوس»
logos
صفحة غير معروفة
إلى «هكسيس»
hexis
بلغة أرسطو). (3) ماركوس أوريليوس الفيلسوف
الرواقية فلسفة عملية، تعلمنا كيف نتحلى بالثبات ونتحمل المحنة ونخرج من رماد الفشل. نشأت الرواقية بعد أرسطو وامتدت قرونا في الحقبة الهلينستية وما بعدها؛ ومن ثم فقد كانت الرواقية، شأنها شأن المذاهب التي أعقبت أرسطو، فلسفة عملية بالدرجة الأساس؛ إذ كانت، كأخواتها، وليدة اضطرابات وفكر أزمة.
وفي فترات الأزمات الاجتماعية والسياسية العنيفة يلح الجانب العملي للفكر وتعلو نبرته وتحتد، وينتزع الصدارة من الجانب النظري الذي يتراجع إلى الخلفية، وكثيرا ما يبدو كأنه وضع وضعا لكي يدعم المذهب العملي ويلم شعثه ويسد ثلمته. وكثيرا ما تبقى الثمار العملية يانعة نضرة، وتعيش عمرا ثانيا بعد أن يزهق المذهب النظري وتتقوض أركانه.
يقول ثورو: «أن تكون فيلسوفا لا تعني أن تكون لديك أفكار حاذقة، ولا حتى أن تؤسس مدرسة، بل أن تحب الحكمة بحيث تحيا وفقا لإملاءاتها، حياة بساطة واستقلال وسماحة وصدق. أن تكون فيلسوفا هو أن تحل بعض مشكلات الحياة، لا حلا نظريا فقط، بل عمليا أيضا.»
كان ماركوس أوريليوس قائدا عسكريا محنكا، ومنتصرا في كل ما خاض غماره. غير أن موقفه الفلسفي من السلك العسكري تترجمه الشذرة العاشرة من الكتاب العاشر من «التأملات »: «العنكبوت فخورة حين تصطاد ذبابة، والإنسان فخور بصيده - أرنبا مسكينا، سمكة صغيرة في شبكة، خنازير ، دببة، أسرى من الصرامطة.
4
والجميع من حيث الدافع لصوص.»
وكان ماركوس ملكا وحاكما قديرا، يدير شئون إمبراطورية تمتد عرضا من الفرات إلى المحيط الأطلسي، وتمتد طولا من جبال اسكتلندا الباردة إلى رمال أفريقيا المتلظية، ولكن موقفه من الملك كموقفه من الحياة العسكرية: الملك عبء وابتلاء، ولكنه لا يعفيك من الفضيلة، بوسعك أن تحيا حياة فاضلة حتى في قفص البلاط: «حيثما أمكن لإنسان أن يعيش أمكنه أيضا أن يعيش حياة صالحة، ولكن عليه أن يعيش في قصر - إذن بوسعه أن يعيش في القصر حياة صالحة» (التأملات: 5-16). «احذر أن تتقيصر أو تتلطخ بالأرجوان ...» (6-30). «قدر الملوك أن تفعل الخير وتذم عليه» (7-36).
صفحة غير معروفة
القيادة العسكرية والحكم المدني كانا عبئين اضطلع ماركوس بحملهما بمهارة واقتدار، امتثالا للواجب الاجتماعي وليس شغفا بالقيادة والملك. أما الفلسفة فإنه لينتحي إليها ببوصلة روحه، ويعدها أمه إذا كانت الوظيفة هي زوجة أبيه. كانت الفلسفة ملاذه وراحته، كيما يحتمل القصر ويحتمله القصر. الفلسفة هي الشيء الوحيد الذي يمكنه أن يخفرنا في مغترب وجودنا.
تأثر ماركوس بكثير من الفلاسفة السابقين عليه، ولكن أكثرهم تأثيرا كان سقراط، وهيراقليطس، وإبكتيتوس. أما سقراط فقد كان التجسيد الحي لمثال «الحكيم»
Sophos
عند الرواقيين عبر تاريخهم كله؛ موقفه عند المحاكمة، رفضه للهرب وقد عرض عليه، ثباته ورباطة جأشه في مواجهة الموت، ويقينه بأن مرتكب الظلم إنما يؤذي نفسه أكثر مما يؤذي ضحيته، وأن الفضيلة علم والرذيلة جهل، وأن لا أحد يرتكب الإثم عن قصد أي عن علم، وعدم اكتراثه بالحر والبرد، وبساطة مأكله وملبسه، وتجرده من كل ضروب الترف والرفاهية الجسدية.
5
وأما هيراقليطس فقد أخذ عنه نظرية اللوجوس، والعود الأبدي، ونهر التغير، واغتراب المنبت (عن مجموع البشر)، والأسلوب المقطعي. وأما إبكتيتوس فقد أخذ عنه مواضيع
topoi
الدراسة الثلاثة: الانفعال (الرغبة والنفور) وهو منوط بعلم الطبيعة، والنزوع (الإقدام والإحجام) وهو منوط بعلم الأخلاق، والحكم
judgement
أو التصديق
صفحة غير معروفة
assent
ومجاله علم المنطق. وعنه استمد التدريبات الفلسفية التي تترجم هذه المباحث النظرية إلى سلوك وأفعال.
ثمة تناقضات في فكر ماركوس النظري أشرنا إليها في مواضعها . غير أن ما يعنينا من «التأملات» ليس المذهب النظري بل الحكمة العملية. ولعل هذه التناقضات عينها هي ما أضفى على «التأملات» جاذبية باقية على مر العصور، وحفظ لها مكانها الراسخ في «الفلسفة الخالدة»
philosophia perennis ، فلو أن ماركوس ظل متسقا مع نفسه إلى نهاية الشوط لما خرج علينا إلا بمذهب رواقي متحجر، يولد ميتا، أو يزول على أفضل تقدير بزوال مبرراته التاريخية. يقول رسل: «إن منطق المدرسة الرواقية قد أفضى إلى مذاهب متصلبة هذبتها إنسانية أتباعها، الذين كانوا أفضل حالا بكثير مما كان يمكن أن يكونوا عليه لو أنهم كانوا متسقين مع مذهبهم.»
6
لعلها فرصة لمدح التناقض!
أليس التناقض، أحيانا، أنبل وأحمد من التمادي في الاتساق حيث يفضي الاتساق إلى نهايات وبيلة؟ أليس التطرف المقيت، أحيانا، هو ثمرة التعنت في الاتساق والتشبث به إلى نهاية الشوط؟ يبدو أن ذكاء الفكر لا يستغني عن ذكاء الشعور، كما يقول السيكولوجيون هذه الأيام، ويبدو أن من اعتاد الفضيلة ولم يحد عن سواء الفطرة يعرف بالسليقة متى يتمسك بالاتساق ومتى يدعه، ويعرف أن لكل قاعدة شواذ ولكل تعميم «مقيدات»
qualifications ، وأن الفضيلة شيء علوي لا يصطدم بغثائنا الأرضي ولا يعرفه. يقول ماركوس في «التأملات»: «أعلى وأسفل، هنا وهناك، تمضي حركة العناصر. أما حركة الفضيلة فلا تتخبط هكذا أبدا؛ فهي شيء أكثر قدسية، وعلى طريق ليس من السهل تبينه تمضي قدما في غبطة» (6-17).
توفي ماركوس في معسكره على جبهة الدانوب في السابع عشر من مارس عام 180م، وقد ناهز التاسعة والخمسين، تاركا في خاتمة التأملات أذانا برحيله: «أيها الإنسان الفاني، لقد عشت كمواطن في هذه المدينة العظيمة. ماذا يهم إذا كانت هذه الحياة خمسة أعوام أو خمسين؟ على الجميع تسري قوانين المدينة. فماذا يخيفك في انصرافك من المدينة؟ إن من يصرفك ليس قاضيا مستبدا أو فاسدا، إنها الطبيعة ذاتها التي أتت بك. إنها أشبه بمدير الفرقة الذي أشرك ممثلا كوميديا في الرواية وهو يصرفه من المسرح. - ولكني لم أمثل مشاهدي الخمسة، مثلت ثلاثة فقط. - حقا، ولكن في الحياة قد تكون ثلاثة مشاهد هي الرواية كلها.
استئناف الحياة إنما يحدده الكائن الذي ركبك أول مرة والذي هو الآن يفنيك، وما لك من دور في أي من العلتين، اذهب بسلام إذن؛ فالرب الذي يصرفك هو في سلام معك» (التأملات: 12-36).
صفحة غير معروفة
جاد ماركوس بنفسه «فاتحا ذراعيه لشيء أبعد، حبا في الشاطئ الأبعد.»
7
كما يقول ماثيو أرنولد، حقا إن ما تشير إليه «التأملات» لأرحب كثيرا مما تقوله.
يقول ماثيو أرنولد عن ماركوس أوريليوس: «ربما يكون أجمل الشخصيات في التاريخ كله. إنه واحد من تلك العلامات التي تواسي وتبث الأمل، وتقف إلى الأبد لتذكر جنسنا البشري الواهن والمنخذل - تذكره بالأعالي التي بلغتها الفضيلة الإنسانية والدأب البشري ذات يوم، ويمكن أن يبلغاها مرة ثانية.»
8 (4) ظل من التأملات
الذات الخالية من الانفعالات قلعة وحصن ومنتجع. «الآخر» قريبك في العقل، ولا يأثم إلا عن جهل منه بما هو خير، إذن علمه أو احتمله.
لا تنبت عن إخوانك في البشرية فتكون ورما على جسم العالم.
ألا تصير مثل الذي أساء إليك ... ذلك هو خير انتقام. «التغير» أنطولوجيا ... أسلوب للطبيعة في عملها. فلتألفه مثلما تألف وجودك.
العقل مبثوث كالهواء في كل مكان طوع من يريد أن يتشرب به.
اللحظة الحاضرة هي ملكك النهائي. اقبض على اللحظة. أطياف الماضي وهواجس المستقبل تجتمع على التهام الحاضر الذي لا نملك سواه.
صفحة غير معروفة