Athos
12
حفنة تراب في العالم. الزمن الحاضر كله هو ثقب دبوس في الأبدية. كل الأشياء ضئيلة وسريعة التغير وزائلة، كل الأشياء تأتي من هناك ... من ذلك العقل الكلي الحاكم، إما مباشرة وإما كنتيجة؛ لذا حتى فكا الأسد المفتوحان، وحتى السم، وكل مؤذ من الأشياء، كالشوك، كالطين، هي نواتج بعدية للنبيل والجميل.
13
فلا تحسبنها غريبة عما تقدسه، بل تأمل، وأنصف، ينبوع الأشياء جميعا.
14 (6-37) من رأى الحاضر فقد رأى الأشياء جميعا؛ كل ما كان من الأزل، وكل ما سيكون إلى الأبد؛ كل الأشياء عشير واحد وصورة واحدة. (6-38) تأمل مليا ترابط الأشياء جميعا في العالم وقرابتها. جميع الأشياء، بطريقة ما، متواشجة، ولديها من ثم مشاعر ود بعضها تجاه بعض؛ فالشيء يتلو الشيء في نظام منضبط، من خلال توتر الحركة والروح الشاملة التي تلهمها ووحدة الوجود كله. (6-39) تلاءم مع الأشياء التي قسمت لك، وأحب هؤلاء الناس الذين ألقى بك القدر بينهم. على أن يكون حبك صادقا مخلصا. (6-40) أداة، عدة، وعاء ... كل هذا جيد ما دام يؤدي الوظيفة التي من أجلها صنع. على أن الصانع في مثل هذه الحالات خارج عن الشيء المصنوع. أما في حالة الأشياء التي تمسكها معا طبيعتها العضوية فإن القوة التي صنعتها باطنة فيها ومحايثة لها.
15
ولذا فإن عليك أن توقرها أكثر، وترى أنك إذا امتثلت لإرادتها في وجودك وفعلك سيكون كل شيء فيك موافقا للعقل. كذلك الأمر أيضا في «الكل»؛ فكل الأشياء التي تنضوي فيه تمتثل لعقل «الكل». (6-41) إذا كنت تعدها خيرا أو شرا تلك الأشياء الخارجة عن سيطرتك فسوف يترتب على ذلك بالضرورة أن تتذمر على الآلهة وتبغض البشر كلما أصابك هذا الشر أو كلما فقدت ذلك الخير (باعتبار سبب المصاب أو الفقدان). إننا لنرتكب ظلما عظيما باكتراثنا بهذه الأشياء واعتبارها «فارقة». أما إذا قصرنا صفة الخير والشر على ما يقع في نطاق قدرتنا فلن يعود ثمة مبرر لاتهام إله أو لاتخاذ موقف عدائي من إنسان. (6-42) كلنا نعمل معا للغاية نفسها، البعض عن قصد ودراية، والبعض عن غير دراية؛ تماما كما قال هيراقليطس، فيما أعتقد، إنه حتى النائمون هم عمال مشاركون في صنع كل ما يحدث في العالم، لكل واحد عمله المقيض له، وهناك وظيفة حتى للمناوئ الذي يريد أن يفسد الإنتاج؛ فالعالم بحاجة إليه أيضا. يبقى إذن أن تقرر في أية فئة من العاملين تريد أن تضع نفسك؛ فمن المؤكد أن حاكم «الكل» سوف يجد لك استخداما نافعا وسوف يسلكك في القوة العاملة لأداء دور ما في هذا العمل المشترك، ولكن احرص ألا تكون البيت الرديء والمبتذل والمسف في المسرحية، على حد تعبير خريسيبوس.
16 (6-43) هل تضطلع الشمس بعمل المطر؟ أو إسكليبوس
17
صفحة غير معروفة