وقد أنعمت علي بأخ
17
كان قادرا بشخصيته القويمة على أن يحثني على الاهتمام بنفسي، وكان يغدق علي في الوقت نفسه احترامه وعطفه. وأحمدها على أن أبنائي لم يكونوا محدودي الذكاء أو مشوهي الجسم.
18
وأحمدها على أنني لم أتماد في طلب البلاغة والشعر وغير ذلك من الأغراض التي كنت حريا أن أستغرق فيها لو آنست أنها طريقي الصحيح. وأنني لم أبطئ في ترقية معلمي إلى المناصب العامة التي كانوا يصبون إليها ولم أسوف ذلك بحجة أنهم صغار السن مع وعود بالترقية في المستقبل. وأنني عرفت أبولونيوس وروستيكوس وماكسيموس.
وأنني اكتسبت صورة واضحة وثابتة عما تعنيه الحياة وفقا للطبيعة، بحيث إنه من ناحية الآلهة وعطاياها وعونها وإلهامها فلا شيء يعوقني الآن عن حياة الطبيعة، وإذا كنت مقصرا عن ذلك بعض الشيء فالخطأ خطئي والتقصير تقصيري في الالتفات إلى إشارات الآلهة ولا أقول تعليماتها.
19
وأحمد الآلهة أن جسدي قد صمد حتى الآن في حياة مثل حياتي. وأنني لم أمس قط بنديكتا أو ثيودوتوس،
20
وأنني شفيت بعد ذلك من سعار الشبق بعد أن وقعت فيه. وأنني رغم كثرة خلافاتي مع روستيكوس فلم أفعل في ذلك قط ما أندم عليه. وأن والدتي رغم وفاتها المبكرة فقد عاشت سنيها الأخيرة معي.
صفحة غير معروفة