============================================================
تظاهر بما أنكرته عليه؛ لينخدع بذلك موسى ويتمكن من مداخلته وقتله غيلة(1) فكلما رأيت وسمعت إنما هو مكر بموسى، وما منعه أن يطلع عليه وزر اعلى حين ذهبوا إليه، الا أنهم أهل نميمة وحسد وبغى، لم ينطبعوا على مثل رآيه ه فسر فرعون بمقالتها والقى الله فى نفسه تصديقها ، فيقال : ان آسية امرأة فرعون هى التى أمرتها بذلك، فأحضر فرعون ذلك العؤمن ، واعتذر إليه واكرمه، وقال له : قد علمت ما أنت قاصد له وساع فيه ، فقل ما بدا لك أن تقوله ، وافعل ما شئت ان تفعطه فلست أتهمك . قال الله سبحانه (فوقاه الله سيتات ما مكروا [غافر :45].
فهذه الوقاية هى شمرة ذلك التفويض ، ثم قال ربنا تقس اسمه وحاق بآل فرون سوء العذاب [عافر :45]، أى حاق بهم ما أر ادوه بذلك المؤمن من التعذيب ، وإن كان عذاب النيا لا يجتمع مع عذاب الآخرة الا فى التسمية، وهذا كقوله سبحانه ولا يحق المكر السين إلا بأهله [فاطر : 43] .
ال واعلم رحمك الله ولياى أن حقيقق التفويض هو التسليم لأحكام الله ، وهو الذى دل الله عليه مصطفاه محمدا بقوله (قل لن يصيتا إلا ما كتب الله لنا فو مولاتا وعلى الله فذيتوكل المؤمتون} [التوبة : 51] ، وأس(2) التفويض والباعث عليه ، إنما هو : اعتقاد أنه لا يكون من الخير والشر إلا ما أراد الله عللي كونه . ولا يصح التفويض ممن لم يعتقد ذلك ويتتين به ، وقد بالغ النبى فى قوله لعبد الله بن مسعود(2). رليقل همك ما تدر ياتيك ومالم يقدر لم اتك، واعطم أن الخلق لو جهدوا أن ينفعوك بشىء لم يكتبه الله عز وجل لك لم يقدروا على ذلك، ولو جهدوا أن يضروى بشىء لم يكتبه الله عز وجل لك (1) قتله بالخديعة ، اى اغتياله .
(2) اصل واساس.
(2) عبد الله بن مسعود؛ ابن غاقل بن حبيب بن شمخ بن الحارث، أبو عبد الرحمن الهنلى لمهاجرى الذى، الإمام الحبر ، فقيه الأمة كان من السابقين النجباء والعامليين شهد بدرا . وهاجر مجرتين ، ومناقبه غزيرة ، روى علما كثيرا ، قال فيه النبى اامن أحب أن يقرا القرآن غضا كما انزل فليقرا قراعة ابن أم عبد)) . مات بالمدينة ودفن بالبقيع سنة (32ه) وله 63 سنة . سير أعلام النبلاء (93)
صفحة ٢٤