============================================================
عليهم السلام ، وكأبى بكز(1) وعمر فى الخلفاء المهديين ، فإن هذا الفن يخرج عن هذا التبويب ولا يدرج فى هذه الأساليب .
نمن ذلك ما بلغنى أن معاوية بن معاوية رحمه الله كان على صغر سنه عالما عاملا، متبتلا متقللا، قد ذلل نفسه بالتقوى وعدل بها عن زينة الدنيا ، أفضت الخلافة اليه وسنه سبع عشرة سنة، فخامره(1) الندم على تحملها، ال وا طلع أهل بيته على ذلك، فكرهوه ، ولبثوا عشرين ليلة يناظرونه فيه وينهونه عن بظهار كر اهيته له.
فلما رأوا أنه غير منته، وأنه لابد له من خلع نفسه، دعوه إلى ان يعهد الى أحد منهم ، فقال : كيف اتجرع مرارة فقدها وأتقلد بيعة عهدها، ولو كنت مؤثرا بها أحدا لأثرت نفسى .
ثم إنه خطب الناس، فذكر لهم عجزه عن القيام بأمرهم وعهد اليهم أن ينظروا لأنفسهم، وأحلهم من بيعته وانصرف، فأغلق بابه ولم يأذن لأحد، فلبث بذلك خمسا وعشرين ليلة ثم لحق بالله تعالى : الوقال على بن الجهم(1) فى ذلك من أرجوزة تاريخية : ثم ابنه معية المضعف كان له دين وعقل يغرف ودام شهرا ثم نصف شهر وجاءه الموت عزيز الأمر وترك الناس بفير عمد توقيا منه وفضل زهد(4) قال محد : كلام على بن الجهم هذا يتضمن أن معاوية مات ولم يخلع ن فسه، والمعروف ما نكرته، وانما قال معية؛ لأن الناس استضعفوه لتركه الخلافة ، ولذلك كنوه أبا ليلى وهى كنية المستضعف ، وبلغنى أن الأمر الباعث (1) أبو بكر الصديق : عبد الله بن عثان ، أبو قحافة ، خليفة رسول الله . الاصابة (9636) أسد الغابة (5737) الاستيعاب (2917).
(2) أى داخله وخالطه .
(2) على بن الجهم : شاعر عباسى معاصر لأبى تمام كان فى زمن المتوكل على الله، ال ومدحه واجزل إليه المتوكل العطاء الكثير . البداية والنهاية (365/10) .
(4)توقيا منه : أى خوفا منه .
صفحة ١٣٥