============================================================
ال وحسنه وألف تغريده ، فصلحت بذاك الجارية ، ونقهت(1) من مرضها .
قيل : فلما قضى القرد الخبيث ما ضربه له من المل، قال له الب : قد عت مقالتك ووعيت حكمتك، فمرنى بما فيه مصلحة عبدى هذا؛ آطع أمرك، فقال له القرد : إنى آمرك أن تتاخر فى مسرحك(2) جزءا من الليل ، فإن لك زيادة فى عصرك وطعمتى ونعمتك، ومهيج لنشاطاق وانبساطاقى، وضاعف للذة منامك، ومساعف لمصلحة غلاماى، فشكره الب على نصحه، ال وانطلق بعبده إلى مسرحه ، فاجتى له فى نهاره ذلك أخابث الشر، فلما جاء الليل اظهر القرد نشاطا ومرحا ، واجتتى فى تلك الليلة أضعاف ما يجتتيه ثمرات طيبات ، فلبث بذلك صدرا من الليل ، ثم اتكفا(2) به الدب إلى الغار نه فيه وخدا عليه كعادته الاولبث القرد أياما يتظاهر فيها إذا اجن الليل بقوة البصر ، ويجتى للدب اطايب الشمر، على حال تريج، والب لم سكن نفسه إلى التقة بالقرد ، بل يكهن عليه أنه متصنع خادع ، وكلما زاد القرد فى تصنعه زاد الب فى الريبة به، وانه ليلة من الليالى أراد الانصراف إلى مأواه فجعل القرد يماطله ويقول: هاهنا ثمرات طيبات ، فيتأخر الب ، لما طبع عليه من الشره والنهمة(4) وكانت ليلة مقمرة، فحث الب نفسه بان يتاوم ليختبر القرد، ويمتحن ظنه به، فتاوم وجعل يغط(5)، فما كنب أن وثب القرد هاربا فجنبه الدب بالخيزرانة جبة شديدة، فانقطع ظهره منها ومات .
قيل : ولما بلغ الحكيم حلس الأعر ابى إلى غاية هذا المثل الذى ضربه ال لبهرام أمسك عن القول، فقال له بهرام : ما أبهجنى بقربك وأقر عينى بما قينى من حكمق، وتضرب لى من أمثالك، وتجلوه على من ملحاى، ولئن (1) أى شفيت مع ضعف .
(2) المسرح : المرعى : (2) رجع : 2) أى كثرة الأكل .
5) أى نخر فى نومه واستفرق فيه .
صفحة ١١٨