4. أثر ابن مسعود (إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه... ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وآله وسلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه...).
إن صح هذا الأثر فإنه يدل على أن هؤلاء المصطفين هم المسلمون الأوائل فإنك تلحظ أن وزراء النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذين قاتلوا على دينه هم المهاجرون والأنصار، وليسوا من حارب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحارب السابقين إلى آخر لحظة، وعلى هذا فالحديث حجة لنا لا علينا، وقد تقدم في الآثار.
5. قول عائذ بن عمرو الأنصاري:(وهل كانت لهم- أي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم- نخالة إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم).
وكان عبيد الله بن زياد قد قال له: (إنما أنت من نخالة أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم).
هذا كأنه تلميح وتعريض من عائذ بن عمرو بأن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم هم المهاجرون والأنصار وأن النخالة أتت فيمن بعدهم من الطلقاء وغيرهم؛ لأن عائذ بن عمرو من كبار الصحابة، ومن أصحاب بيعة الرضوان، بعكس زياد (والد عبيد الله) الذي قيل إن له رؤية، وفيه ما فيه من الظلم وتبديل حدود الله، والصحابي عائذ بن عمرو كأنه يلمح ويعرض بزياد هذا ويلمح بمعاوية أيضا، لكون ابن زياد من ولاته وولاة ابنه يزيد، وكذا والده زياد كان من ولاة معاوية.
6. آثار محمد بن كعب القرظي والحسن البصري وقتادة وأيوب السختياني والأوزاعي وسعيد بن المسيب، وهذه مثل سابقتها لا تخلو من أحد أمرين:
أن يريد بها أصحابها المهاجرين والأنصار، وهذا هو حسن الظن بعلمهم، وقد نقل عن سعيد بن المسيب تعريف للصحابة غير التعريف المشهور عندنا، وكان قتادة ممن يقول إن المراد ب (الفاسق) في قوله تعالى: {... إن جاءكم فاسق} الوليد بن عقبة.
صفحة ٣٢٣