كما يجوز لغة إطلاق صحبة الكافر للمؤمن والعكس كقوله تعالى: { قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا} فهنا إضافة صحبة المؤمن إلى كافر.
وعلى هذا فلا تفيد كلمة (صاحب) مدحا دائما كما يظن كثير من الناس كما لا تفيد ذما فهي من الناحية اللغوية كلمة محايدة وقد تكون الصحبة صحبة حسنة فقد تكون صحبة سيئة.
فيجوز لغة أن تقول فلان حسن الصحبة، وفلان سيئ الصحبة، فليست الصحبة مقصورة على المدح أو التوافق في الديانة فضلا عن غيرها؛ كما في قوله تعالى:{... فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا} وغير ذلك من الآيات السابقة.
ويجوز لغة إطلاق الصاحب على العدو اللدود، كقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار))، فلما سألوه: هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: (إنه كان حريصا على قتل صاحبه).
فنلحظ أنه سمى المتقاتلين أصحابا مع وصول الخلاف إلى السيف والقتال، لكن اللغة تحتمل هذا للاشتراك في أمر ما، وعلى هذا فلا حجة لمن اعتمد على مطلق اللغة في إثبات شرعية صحبة من لم يكن صاحبا صحبة شرعية كما سيأتي.
ويجوز لغة إطلاق الصاحب على من لم يعرفه صاحبه، كقوله في الحديث: ((...إذا وجد أحدكم عصا صاحبه فليرددها عليه)) .
ويجوز لغة القول بصحبة المنافقين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((في أصحابي اثني عشر منافقا...)) وكما جاء التصريح بذلك أيضا في قصة المنافق عبد الله بن أبي بن سلول الخزرجي عندما طلب بعض الصحابة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يقتل عبد الله بن أبي، فلم يقبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذكر لهم السبب وهو: ((حتى لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه))( ).
صفحة ١٧