فأما البرهانية فهى التى تجب على المتعلم التصديق، لأنها تقيس من المبادئ الخاصة بكل علم، لا من اعتقادات المجيبين. والجدلية هى التى تقيس مرارا. والامتحانية هى التى تقيس من الأمور التى بحسب ظن المجيب. ومن الاضطرار أن يكون القائس عالما بذلك لوجود العلم له على نحو ما حدد فى مواضع أخر. والمرائية هى التى تقيس من الأمور التى تظن مشهورة وليست كذلك؛ ولهذه العلة يتوهم أنها قياسية. فأما التعليمية والبرهانية فقد تكلمنا فيها فى «أنالوطيقا»؛ وقد تكلمنا فى الجدلية والامتحانية فى مواضع أخر؛ وسنتكلم الآن فى قياسات المجاهدة والمراء.
[chapter 3: 3] 〈الأغراض الخمسة للحجاج السوفسطائى〉
فلنضع أولا، كم الأسباب التى من قبلها يظن بهؤلاء أنهم منازعون ممارون — وهذه خمسة، وهى: التبكيت؛ والكذب؛ وضعف الرأى؛ والعجمة؛ والخامس أن تصير مخاطبة إلى الهذر والهتار. وهذا هو أن يضطره اضطرارا شديدا إلى تكرير القول الواحد بعينه.
صفحة ٧٥١