وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين

أحمد محمود الشوابكة ت. غير معلوم
69

وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين

الناشر

دار عمار للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

مكان النشر

عمان - المملكة الأردنية الهاشمية

تصانيف

عنّي ولا حرج، ومن كذب عليّ متعمّدًا فليتبوأ مقعده من النّار " (^١). هذا من أشهر الأحاديث الّتي يعتلُّ بها أقوام في ردِّهم للحديث الشّريف، فالنَّبيُّ ﷺ ينهى أصحابه ﵃ عن كتابة الحديث، ويأمرهم بمحو ما كتبوه خشية أن يختلط بالقرآن. ونحن نعلم أنّ هذا الحديث صحيح وصريح، ولكن الّذين ذهبوا إلى أنّ ما كان عليه السّلف من عدم الكتابة أسلم، وأنّ ما هم عليه من عدم قبولهم للحديث أحكم؛ بنصّ حديث رسول الله ﷺ، فهذا تأويلٌ غير سائغ، وقولٌ جمعَ به قائلُه بين الجهل بحديث النَّبيِّ ﷺ وبطريقة السّلف، والدّعوى بطريق الخلف. وأحاديث النّهي عن الكتابة منسوخة، فهناك أحاديث صريحة بجواز كتابة العلم غير القرآن، منها ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة: " ... فقام رجلٌ من أهل اليمن يُقال له: أبو شاه، فقال: اكْتُبْ لي يا رسولَ الله، فقال رسول الله ﷺ: اكتبوا لأبي شاهٍ، ثمّ قام رجل من قريش، فقال: يا رسول الله، إلا الإذخِر (^٢)، فإنّما نجعله في بيوتنا وقبورنا، فقال رسول الله ﷺ: إلاّ الإذْخِر " (^٣). ومثله حديث عليّ ﵁ قال: " والله ما عندنا من كتاب يُقرأ إلاّ كتابُ الله وما في هذه الصّحيفة ... " (^٤). ومثله ما أخرجه البخاري عن وهب بن منبّه عن أخيه، قال: سمعت أبا هريرة يقول: " ما من أصحاب النَّبيِّ ﷺ أحدٌ أكثر حديثًا عنه منّي إلاّ ما كان من عبد الله بن عمرو، فإنّه

(^١) مسلم " صحيح مسلم بشرح النّووي " (م ٩/ ج ١٨/ ص ١٢٩) كتاب الزّهد. (^٢) الإذخِر: حشيش معْروف طيّب الرّائحة. (^٣) البخاري " صحيح البخاري " (م ٤/ج ٨/ص ٣٨) كتاب الدّيات. ومسلم " صحيح مسلم بشرح النّووي " (م ٥/ ج ٩/ ص ١٢٩) كتاب الحجّ. (^٤) البخاري " صحيح البخاري " (م ٤/ ج ٨/ص ١٤٤) كتاب الاعتصام بالكتاب والسّنّة.

1 / 70