وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين

أحمد محمود الشوابكة ت. غير معلوم
62

وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين

الناشر

دار عمار للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

مكان النشر

عمان - المملكة الأردنية الهاشمية

تصانيف

عليهم: ﴿لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (١٠٣)﴾ [النّحل] والشَّواهد كثيرة وتقدّمت الإشارة إلى بعض منها، فقد أخبر القرآن عن قولهم عنه ﷺ أنّه كاهن، ساحر، شاعر ... وكيف ردّ الله عليهم. دعوى انتشار الإسلام بالسّيف ما انفكّ أقوام عن إثارة الشّبهات حول الإسلام، ليَسْتعْدُوا أعداءَ الله على دين الله: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (٨)﴾ [الصّف]، ومن هذه الشّبهات دعوى انتشار الإسلام بالسّيف. ومن تدبّر القرآن الكريم علم أنّ الله تعالى قد أمر بالقتال لأغراض، منها: القتال لدفع الظّلم، قال تعالى: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ﴾ أي للمؤمنين أن يُقَاتِلوا، وهذه أول آية نزلت في الجهاد ﴿بِأَنَّهُمْ﴾ أي بسبب أنَّهم ﴿ظُلِمُوا﴾ لظلم الكافرين لهم والّذي دام قرابة ثلاثة عشر عامًا ﴿وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (٣٩)﴾ وهم ﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ... (٤٠)﴾ [الحج]. فهاتان الآيتان نزلتا بعد أن مكث النّبيُّ ﷺ وأصحابه ﵃ في مكّة ثلاث عشرة سنة ممنوعين من القتال مأمورين بالصّبر على أذى الكفّار، حتّى أذن لهم بالقتال بعد الهجرة لدفع الظّلم، قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ... (٧٧)﴾ [النّساء]. فالقرآن المكيّ خلا تمامًا من الحضّ على القتال رغم الأذى الّذي لحق بالنَّبيِّ ﷺ وأصحابه ﵃، فكيف يُقال: الإسلام انتشر بالسّيف؟! هذه والله شبهة هالكة. ومن أغراض القتال: قتالُ مَنْ يقاتلُ المسلمين، قال تعالى: ﴿وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (١٩٠)﴾ [البقرة].

1 / 63