وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين
الناشر
دار عمار للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
مكان النشر
عمان - المملكة الأردنية الهاشمية
تصانيف
دعاء النَّبيِّ ﷺ على نفر من قريش آذوه في صلاته ومصيرهم
أخرج مسلم عن ابن مسعود، قال: بينما رسول الله - ﷺ - يصلّي عنْدَ البيت، وأبو جهل وأصحابٌ له جُلوسٌ، وقد نُحرتْ جَزُورٌ (^١) بالأمس، فقال أبو جهل: أيُّكم يقوم إلى سَلا (^٢) جَزورِ بني فُلان، فيأخُذُهُ فَيَضعُه في كتفَي محمِّد إذ سَجَدَ، فانْبَعثَ أشْقى (^٣) القوم، فأخَذه فلمّا سجد النّبيّ - ﷺ - وضعه بين كتفيه، قال: فاسْتَضحكوا وجَعَلَ بعْضُهم يميلُ على بعضٍ (^٤)، وأنا قائم أنْظرُ لو كانت لي منَعةٌ طرَحْتُه عن ظهر رسول الله - ﷺ - والنَّبيُّ - ﷺ - ساجد ما يرفعُ رَأسَه، حتّى انْطلق إنسانٌ فأخبر فاطمة (^٥)، فجاءت - وهي جُوَيْريَةٌ (^٦) - فَطرَحتْه عنه، ثمّ أقبلت عليهم تشْتِمُهُم (^٧)، فلمّا قضى النَّبيُّ - ﷺ - صلاتَه رفع صوْتَه، ثمّ دعا عليهم، وكان إذا دعا دعا ثلاثًا، وإذا سأل سأل ثلاثًا، ثمَّ قال:
اللهمَّ عليك بقريش (^٨) ثلاث مرّات، فلمَّا سمعوا صوْتَه ذهبَ عنْهُمُ الضّحك، وخافوا دعْوَتَه (^٩)، ثمّ قال: اللهمَّ عليك بأبي جهل بن هشام (^١٠)، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأميّة بن خلف، وعقبة بن أبي معيط - وذكر السّابع ولم أحْفظه - فوالّذي بعث محمّدًا بالحقّ لقد رأيتُهم صرْعى يوم بدر، ثمّ سُحبوا إلى القليب قليب بدر " (^١١).
_________
(^١) الجزور من الإبل ما يُجْزرُ أي يُقْطع.
(^٢) السّلى: الجلدة الرقيقة الّتي يكون فيها الولد من المواشي، وهي تقابل المشيمة عند الآدميّات.
(^٣) هو عقبة بن أبي معيط كما صُرّح به في رواية ثانية، وسُمِّي أشقاهم لتفرّده بالمباشرة.
(^٤) من كثرة الضّحك.
(^٥) هي فاطمة الزّهراء ﵂ بنت رسول الله - ﷺ ـ.
(^٦) الجُوَيْريَة: البنت الصَّغيرة.
(^٧) سكوتهم عن شتمها لهم يدلّ على قوّة نفسها وشدّة شكيمتها.
(^٨) من باب العام الّذي أريد به الخاص، فالمراد الدّعاء على من سمّى منهم.
(^٩) خوفهم من دعائه - ﷺ - فيه دلالة على معرفتهم بصدقه - ﷺ ـ، ولكن منعهم أن يؤمنوا الاستكبار والحسد والتّقليد ...
(^١٠) هذا من ذكر الخاصّ بعدَ العامّ؛ فبعد أن عمّ بدعوته كفّار قريش خصّ منهم هؤلاء النّفر.
(^١١) مسلم " صحيح مسلم بشرح النّووي " (م ٦/ج ١٢/ص ١٥١) كتاب الجهاد والسّير. البخاري = = (م ٢/ج ٣/ص ٢٣٤) كتاب الجهاد والسّير.
1 / 59