وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين
الناشر
دار عمار للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
مكان النشر
عمان - المملكة الأردنية الهاشمية
تصانيف
(أحد نقباء الأنصار)، فطاف ﵁ بين القتلى حتَّى وجده في آخر رمق وقد أصيب بطعنات، فقال له:
" يا سعد، إنّ رسول الله يقرأ عليك السَّلام، ويقول لك: خبّرني كيف تجدُك؟ قال: على رسول الله - ﷺ - وعليك السّلام، قل له: أجد ريح الجنّة، وَقُلْ لقومي الأنصار: لا عذر لكم عند الله إن يُخْلص إلى رسول الله - ﷺ - وفيكم عينٌ تَطْرِفُ، قال: وفاضت نفسه " (^١).
فأين نحن من وصيَّة الصحابيّ سعد بن الرّبيع ﵁ وقد خُلِصَ إلى رسول الله - ﷺ ـ؟! هل يُقال ضاع الحقُّ على ألسنة أتباعه؟! ألا نكون أنصارًا لله ورسوله؟! أليس من نصر في الله دين محمَّد - ﷺ - على من بغى في الدّين فقد رعى إلّا؟!
دفاع حسّان بن ثابت عن النَّبيِّ - ﷺ - ـ
حسَّان بن ثابت الأنصاري، شاعر الرّسول - ﷺ - في أيّام النُّبوَّة، وشاعر اليمن كلّها في الإسلام، وفي الصّحيحين من طريق سعيد بن المُسيَّب، قال: " مرَّ عُمَرُ في المسجد وحسّانُ يُنْشدُ، فقال: كنْتُ أنْشدُ فيه وفيه من هو خيْرٌ منْكَ، ثمَّ التفَتَ إلى أبي هُريْرة، فقال: أنْشُدُكَ بالله، أسمِعْتَ رسول الله يقول: أجبْ عنِّي، اللهمّ أيّده بروح القُدُس، قال: نعم " (^٢).
وفي الصّحيحين من طريق البَرَاء بن عازب، قال: قال النَّبِيُّ - ﷺ - لحسّان: " اهْجُهُم أو هاجِهِم وجبريل معك " (^٣).
وهذا واجب كل مسلم يَسْمَعُ أذى موجهًا للنَّبيِّ - ﷺ - أن يُجِيبَ عنه - ﷺ - وأن ينافح عنه لطلب النّبيّ - ﷺ - من أصحابه ذلك بعد أن آذاه من آذاه، فقد ندب - ﷺ - المسلمين أن
_________
(^١) الحاكم: " المستدرك " (ج ٣ / ص ٢٠١) كتاب معرفة الصّحابة، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرّجاه.
(^٢) البخاري " صحيح البخاري " (م ٢/ج ٤/ص ٧٩) كتاب بدء الخلق. ومسلم " صحيح مسلم بشرح النّووي " (م ٨/ج ١٦/ص ٤٥) كتاب فضائل الصّحابة.
(^٣) المرجع السَّابق.
1 / 35