وأد الفتنة دراسة نقدية لشبهات المرجفين وفتنة الجمل وصفين على منهج المحدثين
الناشر
دار عمار للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م
مكان النشر
عمان - المملكة الأردنية الهاشمية
تصانيف
ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ (٦٣)﴾ [التوبة] بلى ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (٢٠) كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (٢١)﴾ [المجادلة].
ولعمري لو علموا حقيقة رسالته ما وسعهم إلا اتّباعه، لكنّهم ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (٧)﴾ [الروم].
ولا ريب أنَّ هؤلاء الأدعياء، أهل الأراجيف والباطل، الذين بغوا على رسول الله - ﷺ - وَلجُّوا في الغواية على أصحابه وأمعنوا في الضَّلال ليسوا بشيء، وكلامهم الذي يعبِّرون به عن سويداء القلوب، العاقل لا يعيره الطّرف، ولكن ما يدعو للأسى أنَّ من بين هؤلاء قومٌ من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا! جنحوا لرواياتٍ موضوعة وآثار مصنوعة في كتب التّراث الإسلاميّ ...
وأنا أعلم أنّ الله تعالى أغنى نبيَّه - ﷺ - عن نصرة الخلق، لكن والذي نفسي بيده، إنَّ بطن الأرض أولى بنا من ظهرها إن عجزنا عن نصرة نبينا - ﷺ - ﴿وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ ... (٤)﴾ [محمد]، ﴿وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ... (٢٥)﴾ [الحديد]، ﴿لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ ... (٨)﴾ [الأنفال].
والله يشهد أنني وأنا أكتب هذا البحث لا يغيب عن خاطري قوله تعالى: ﴿وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (١٨)﴾ [الحشر]، وقوله تعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (١١٠)﴾ [الكهف]، ولذلك يا قوم: ﴿لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ... (٢٩)﴾ [هود] و﴿لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (٩)﴾ [الإنسان]، فأنا لم أضعه لأجل هذا أو ذاك، وإنّما:
أرَدْتُ به نَصْرَ الإله تبتُّلًا ... وأضمرتُه حتّى أوسَّدَ في قبري
1 / 14