دراسات إسبانية للسيرة النبوية
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
أما موته ﷺ فيقول فيه: إن عمر بن الخطاب أخبر الصحابة بوفاته مذكرا إياهم بالآية التالية: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾ [آل عمران: ١٤٤] .
وأكد في كتابه أن الناس رجعوا إلى عاداتهم الجاهلية، وأن المهاجرين بحكم حسدهم لابد سيفرضون وجهة نظرهم لاختيار الخليفة منهم.
إن المستشرقين الإسبان واللاتينيين يرغبون بكل الوسائل في إيقاف نشر هذا الدين، ويركزون على الهجوم عليه في شخص رسوله، دون إعطاء أي دليل علمي لذلك. فكل دارس للسيرة العطرة يعرف أن أبا بكر هو الذي قال قولته المشهورة: "من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت". فعمر كما نعلم أراد أن يقتل من يشيع خبر وفاة رسول الله ﷺ، فوجد أبا بكر يذكِّره بالآية التي سردناها من آل عمران. أما خليفة المسلمين فكلنا يعلم أن أبا بكر كان الأحق بها، ولاسيما أنه رفيق الحبيب في الغار، بل الأكثر من هذا أمره بالصلاة عندما كان مريضًا في آخر حياته. فكيف لا يرضى المسلمون بأبي بكر ليسير لهم أمور دنياهم وقد رضيه لهم النبي ﷺ إمامًا؟
أما عيش النبي ﷺ في المدينة خوفا من بطش أهل مكة فلنعد أولًا لما كتبه المباركفوري (١) الذي قال: "ولما تم فتح مكة على رسول الله ﷺ
_________
(١) صفي الرحمن المباركفوري: الرحيق المختوم، ١٩٩٦م، دار المؤيد، ص٤٠٨.
1 / 22