المجتمع والأسرة في الإسلام

محمد طاهر الجوابي ت. 1433 هجري
65

المجتمع والأسرة في الإسلام

الناشر

دار عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الثالثة ١٤٢١ هـ

سنة النشر

٢٠٠٠ م

تصانيف

الوسيلة الثامنة: حقوق الجار لئن كان للإنسان قرابة من جهة والده ومن جهة أمه، ينصرونه، ويعينونه، ويشاركونه مناسباته السارة وغير السارة غالبًا، فإنه من الممكن أن لا يكون الأقارب متجاورين، فقد لا يجد القريب قريبه عند الحاجة إليه لبعده عنه. بيد أن لكل ساكن جارًا، وخاصية الجار القرب المكاني، مما يجعله قادرًا على مساعدة جاره ومواساته في كل الأوقات. من أجل ذلك كان للجار منزلة كبيرة نص عليها القرآن والحديث. قال الله تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا﴾ ١. عطف الله تعالى في هذه الآية الإحسان إلى الجار على عبادته تعالى، وتوحيده، والإحسان إلى الوالدين، وإلى ذي القربى، واليتامى، والمساكين. وعطف عليه الإحسان إلى الصاحب بالجنب، وابن السبيل، وما ملكت الأيدي. ووروده ضمن هذه المأمورات دليل على منزلته، ولولاها لما ذكر بينها

١ النساء: ٣٦

1 / 73