فقال لها:
محدش يا بنت يكرم ضيوفو
من بلاد القدس أنا جي حاشوفو
ولما واصلت هي إنكارها للضيف، مدعية سفر إسماعيل «ومعاه صرة أو صرية في مرة، وفي الثانية إنه سافر ومعه جماعة»، فقال لها: «خذي الكلام مني وداعة»، مواريا بين الزوجة والعتبة «قوليلو غير العتبة يا صاحب العطايا.»
وتوحد الزوجة بعتبة ومدخل الدار سنتناوله باستطراد، إلا أن ما يعنينا هو ذلك الكلام الملغز، السحري، لإبراهيم، فمثل هذا الكلام الشعري المغطى، أو المستتر، المشابه لما يعرف بالفرش والغطاء، في الشعر الفولكلوري العربي بعامة، وأخصه الملحمي، كسمة فولكلورية من أخص سمات التراث العربي، من فولكلوري وتقليدي، يرد بكثرة في سير وملاحم: سيف بن ذي يزن، عبر بحثه عن كتاب النيل أو منابعه، والسيرة النضالية الفلسطينية المنشأ التي تؤرخ لهجرات وفتوحات وحروب القبائل الفينيقية الفلسطينية العربية المعروفة ببني كلاب «أو كالب وكليب» سكان الثغور، في سيرتهم المعروفة الأميرة ذات الهمة،
16
عبر المخاطر السياسية لأحد أبطالها «السيد البطال».
17
كما أن مثل هذه الأشعار الملغزة وردت بكثرة في السيرة العربية أيضا، الزير سالم أبو ليلى المهلهل، وذلك عقب انتهاء حرب البسوس، وانعزال بطلها الزير سالم، ثم تغريبته عجوزا مهدما إلى صعيد مصر، وتلمسه لإقدام عبديه المرافقين على اغتياله، فكان أن حملهما وصيته إلى قومه عقب موته، وهي لا تعدو بيتا من الشعر:
من مبلغ الأقوام أن مهلهلا
صفحة غير معروفة