لله دركما ودر أبيكما
وما أن اغتاله عبداه قائلين «نذيقك ما أذقت العرب»، وعادا إلى قومه بخبر موته فأنشدا وصيته أو بيت شعره المقفل، أو غير المغطى، حتى تعرفت قبيلته على أن العبدين قتلا المهلهل أو الزير سالم، بعد أن أشارت عليهما «اليمامة» بلغز عمها الزير المغتال وأكملت وصيته الشعرية:
من مبلغ الأقوام إن مهلهلا
أضحى قتيلا في الفلاة مجندلا
لله دركما ودر أبيكما
لا يبرح العبدان حتى يقتلا
فمثل هذه الأشعار الملغزة غير قاصرة على تراثنا، إن لم تكن خصيصة مصاحبة للبالادا وارتحالها، والزيادات الشعرية التي تدفع بنموها، والأمثلة كثيرة، في التراثين العربي والعالمي - على السواء.
فما أن نقلت زوجة إسماعيل مقولة أبيه الشعرية «غير العتبة» دون تفهم، لكن إسماعيل فهم مغزى كلام أبيه، وكان أن طلقها حين نقلت له الوداعة، وهو ما طلب منها الأب إيداعه للابن، فقال لها إسماعيل: «روحي انتي حرمتي عليه.»
حتى إذا ما انقضت سنة على موعد هذه الزيارة، وكان إسماعيل قد تزوج «بنت شيخ كل القبائل»
18
صفحة غير معروفة