============================================================
ال تلمتا الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا ني بعده، أرسله الله ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذنه، وجعل سيرته العطرة مثالا يحتذى به. فكانت سيرته لدى العلما عبيرا يتنسمونه، وعبرة فففو إليها أفتدقهم، وتختلج بها حواسهم. كما صارت سيرة العلما أفسهم محط أنظار العامة والخاصة من الناس. فدوها أتراهم، وامتلأت بها صفحات كتبهم فكان علينا معاشر الخلف، أن نحي ما اندرس منها أو انطمس، حتى نحافظ على شعلة الإيمان كي نستنير ها في دياجي هذه الأزمان. وقد أراد المستغربون أن يمحوا رسمه، ويطفيوا نوره يريدون ليطفقوا ثور الله بأفواههم والله متم ثوره ولو كره الكافرون)(1). صدق الله العظيم.
لقد اهتم كل بلد مسلم برجاله، وكل مذهب بعلمائه، مشيدا بماضيهم الناصع، وآنارهم الي حاول الزمن أن يطويها بين طيات النسيان.ا و لا شكة أن رجال المذهب الإباضي يعدون مثل غيرهم من الذين سعوا جاهدين للتعريف بعلمائهم وفضلائهم. ورغم هذا كله نحد أن كتبهم الستيرية لا تزال بحاجة إلى عمل شاق وجهد متواصل مقرون بالرغبة الجارفة، والحب الصادق، وتسخير كل الإمكانيات المادية والأدبية، حتى نتحصل على الرؤية الواضحة لما تحتويها من أسرار تراتية، وفوائد تربوية، تفيد الشبابة المسلم المتعطش لمعرفة ماضيه المجيد.
وإن تحقيق ما ألفه الوسياني يعد من هذا القبيل شيئا ذا أهمية بالغة . ومن الدوافع إلى البحث في الموضوع ما يلي: (1) سورة الصف:8.
صفحة ١٨