صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط وحمايته من الإسقاط والسقط

ابن صلاح ت. 643 هجري
217

صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط وحمايته من الإسقاط والسقط

محقق

موفق عبدالله عبدالقادر

الناشر

دار الغرب الإسلامي

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٠٨

مكان النشر

بيروت

أَيْضا وَذكر أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ وَغَيره بالصَّاد وَالله أعلم قَوْله بطر الْحق مَعْنَاهُ حجر الْحق ترفعا عَنهُ وتجبرا وغمط النَّاس احتقارهم والإزراء بهم وغمصهم عيبهم والطعن عَلَيْهِم فهما بِمَعْنى وَاحِد أَو مقاربان يُقَال غمطه وغمطه بِكَسْر الْمِيم وَفتحهَا وَالله أعلم وَأما قَضَاءَهُ ﷺ بِأَنَّهُ لَا يدْخل الْجنَّة فقد بلغنَا فِيهِ عَن الإِمَام أبي سُلَيْمَان الْخطابِيّ وَجْهَان أَحدهمَا أَنه أَرَادَ كبر الْكفْر وَهُوَ الْكبر عَن الْإِيمَان بِدَلِيل قَوْله فِي آخر الحَدِيث وَلَا يدْخل النَّار من فِي قلبه مِثْقَال ذرة من إِيمَان يُقَابل الْإِيمَان بِالْكبرِ وَالثَّانِي أَنه أَرَادَ أَن كل من يدْخل الْجنَّة ينْزع مَا فِي قلبه من كبر وغل قلت كلا الْوَجْهَيْنِ بعيدان يأباهما سِيَاق الحَدِيث سؤالا وجوابا وَالظَّاهِر أَن المُرَاد بِهِ مُطلق التكبر عَن الْحق وعَلى النَّاس ثمَّ يجوز أَن يكون المُرَاد بقوله لَا يدْخل الْجنَّة أَنه لَا يدخلهَا مَعَ أَهلهَا إِذا فتحت أَبْوَابهَا لِلْمُتقين وَيجوز أَن يكون المُرَاد أَن ذَلِك جَزَاء كبره أَن جازاه وَقد لَا يجازيه فيدخلها

1 / 270