صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط وحمايته من الإسقاط والسقط

ابن صلاح ت. 643 هجري
177

صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط وحمايته من الإسقاط والسقط

محقق

موفق عبدالله عبدالقادر

الناشر

دار الغرب الإسلامي

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٠٨

مكان النشر

بيروت

ذَلِك عَن عَطاء بن أبي رَبَاح فِي طَائِفَة من السّلف وَالْخلف قلت وَهَذَا يأباه قَوْله وَمن كَانَت فِيهِ خلة مِنْهُنَّ كَانَت فِيهِ خلة من نفاق فَإِن نفاق أُولَئِكَ كَانَ نفاق كفر غير متبعض هَذَا التَّبْعِيض وَقيل المُرَاد بِهِ النِّفَاق اللّغَوِيّ الَّذِي هُوَ إِظْهَار خلاف الْمُضمر وَقَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ إِنَّمَا معنى هَذَا عِنْد أهل الْعلم نفاق الْعَمَل وَإِنَّمَا كَانَ نفاق التَّكْذِيب على عهد رَسُول الله ﷺ وَهَذَا الَّذِي نختاره ونزيده بَيَانا فَنَقُول النِّفَاق نفاقان نفاق الْكَافِر ونفاق الْمُسلم ويشتركان فِي أَن كل وَاحِد مِنْهُمَا إسرار سوء مَعَ إِظْهَار خِلَافه واشتقاقه من النفق وَهُوَ السرب الَّذِي يسْتَتر فِيهِ أَو من نافقاء اليربوع وَهِي إِحْدَى منافذ جحرته يدع عَلَيْهَا قشرا رَقِيقا من التُّرَاب فَإِذا طلب من المنافذ الْأُخَر الظَّاهِرَة دفع بِرَأْسِهِ ذَلِك الرَّقِيق من التُّرَاب وَخرج وَنَجَا فباطنها نَافِذ على خلاف ظَاهرهَا وَمِمَّا يدل على أَن من النِّفَاق مَا قد يُوجد فِي الْمُسلم الموقن الْمُصدق حَدِيث ابْن عمر ﵄ إِن نَاسا قَالُوا إِنَّا ندخل على سلطاننا فَنَقُول لَهُم بِخِلَاف مَا نتكلم إِذا خرجنَا من عِنْدهم قَالَ كُنَّا نعد هَذَا نفَاقًا فِي عهد رَسُول الله ﷺ أخرجه البُخَارِيّ مُنْفَردا بِهِ عَن مُسلم وَمثل هَذَا مَعْدُود فِي قبيل الْمَرْفُوع الْمسند

1 / 230