من هنا سيعبر موكبه.
عما قليل ستهل عليكم طلعته.
قيصر، يا ظل الله في الأرض.
أصوات الرعية تهمهم من بعيد.
والحاشية تحف بالعربة الإمبراطورية.
الموكب لا ريب قادم في الطريق. أنا إذن سأبصره بعيني هاتين، بل ربما استطعت أن أندس بين صفوف الجند العظام، وأن أهتف مع الهاتفين، وأمد يدي فألمس - أقول ألمس! - العربة الإمبراطورية المزينة بالورود، المتوجة بالذهب وبالفضة. ومن يدري؟ فلعلي أستطيع أن ألفته إلى وجودي، ولعلي أن تواتيني الشجاعة فأمد إليه يدي بشكواي. سيطرق قيصر العظيم برأسه، وربما ابتسم، وربما مال على أذني ليقول لي: «أنا لم أنسك قط. أنا لن أنساك في يوم من الأيام.» ولكن هل أستطيع حقا أن أنفذ من الستار العظيم الذي يطوقه بالرجال والسلاح؟ هل أستطيع حقا أن أعبر السياج الميتن الذي تصنعه الهيبة والجلال حول مجده الإمبراطوري؟!
وا فرحتي بين العالمين!
من كان يصدق أنني سأرى قيصر؟
هل يمكن أن يتحقق الحلم في لحظة واحدة؟
سيعبر الموكب بعد قليل.
صفحة غير معروفة