قلت: أشكرك يا سيدي.
قال: أعدي لنا الشاي يا ماري. نعم، نعم. نحن نعيش هنا منذ عشرين عاما. هل يقول السيد إنه غريب هنا؟
قلت: نعم يا سيدي، جئت في رحلة قصيرة إلى الغابة السوداء. - لست ألمانيا كما أظن. - لا يا سيدي. - من أي البلاد؟ - من مصر. - آه مصر، في الصحراء، أليس كذلك؟ - الصحراء تمتد حولنا يا سيدي، من الشرق والغرب. - لودفيج عاش أيضا في الصحراء، ابني لودفيج، هذه هي صورته.
ألتفت أنظر إلى الصورة المعلقة على الحائط. كانت لشاب في ملابس جندي، واسع العينين، دقيق الشفتين، تكسو وجهه مسحة من الحزن والتأمل.
قلت: ربما تأخر في المدينة يا سيدي، لا شك أنه سيعود بعد قليل.
وأشار بيده قائلا: لا تتعب نفسك؛ إنه لن يعود أبدا.
أردت أن أقول شيئا لأوجه الحديث وجهة أخرى حين سمعته يقول: كثيرون ماتوا في هذه الحرب. شباب مثل لودفيج. هل عرفتم الحرب أيضا يا سيد؟ لقد مات ابني في العلمين.
قلت: نعم يا سيدي، على حدودنا.
وأقبل الكلب فنظر في وجهي لحظة، ثم مسح رأسه في ثياب صاحبه وأقعى عند قدميه . - هذا هو سلطان. ابني سماه سلطان. هل تدري لماذا؟
قلت: ربما كان يقرأ كثيرا عن الشرق.
صفحة غير معروفة