============================================================
( ويليق) بأهل المعرفة كل لين منها؛ فإن إنزال الناس من منازلهم من السنة ؛ كي لا يتعدى أحد طوره ، أو لأنهم في الصف الأول في الحضرة/ الاحدية.
(26اب) فلفظ التصوف أربعة أحرف: التاء والصاد والواو والفاء: فالتاء: من التوبة، وهي على وجهين : توبة الظاهر، وتوبة الباطن: فتوبة الظاهر : أن يرجع بجميع أعضائه الظاهرة من الذنوب والذمائم إلى الطاعات، ومن المخالفات إلى الموافقات قولا وفعلا (وتوبة الباطن) : أن يرجع بجميع أطوار الباطن عن المخالفات الباطنة إلى الموافقات
بتصفية القلب، وإذا حصل تبديل الذميمة إلى الحميدة فقد تم مقام التاء، ويسمونه تائبا.
والصاد: من الصفاء، وهو على نوعين : صفاء القلب، وصفاء السر.
فصفاء القلب: أن يصفى قلبه من الكدرات البشرية، مثل العلاقات التي تحصلا في القلب من (كثرة) الأكل(1) والشرب من الحلال ، وكثرة الكلام ، وكثرة [27/أ] النوم، وكثرة الملاحظات [الدنيوية)، [مثل حب زيادة الكسب، وزيادة الجماع، وزيادة محبة الأولاد وأهله) ونحو ذلك من المناهي التفسانية.
وتصفية القلب من هذه الكدرات لا تحصل إلا بملازمة ذكر الله (تعالى) بالتلقين جهرا في الابتداء إلى أن يبلغ مقام الحقيقة كما قال الله تعالى : { إنما المؤمنون الذين
اذا ذكرالله وجلت قلوبهم..} [سورة الأنفال2/8) - أي : خشيت قلوبهم (2) -
(1) ورد في هامش (ظ) : قال أبو سليمان الداراني : مفتاح الدنيا الشبع . ومفتاح الآخرة الحوع . قال يحى بن معاذ الرازي: الجوع نور، والشبع نار.
(2) قال القشيري في الرسالة، 101-102 : قال أبو القاسم الحكيم : من خاف من شيء هرب منه ، ومن خاف من الله عز وجل هرب إليه . وقال بشر الحافي : الخوف ملك لا يسكن إلأ في قلب منقى . وقال : سمعت النورى يقول : الخائف يهرب من ربه إلى ربه وقال السلمي في "طبقات الصوفية ، 403 : قال الواسطي : الخوف حجاب بين العبد وبين الله تعالى، والخوف هو الاياس، والرجاء هو الطمع: فإن خفته بخلته، وإن رجوته اتهت وورد في هامش (ظ). قيل الخوف للمدنبين، والرهبة للعابدين، والخشية للعالمين، والوجد للمحبين، 7
صفحة ٧٨