تحدث القرآن عن تلك الظاهرة الاخلاقية الجاهلية ، وحرمها في العديد من آياته ، وثبت العقوبة الحاسمة على مقترفها ; تلك الجريمة التي قادت البشرية اليوم إلى أسوأ كارثة تهدد الحياة بأسرها ، وهي كارثة هدم الاسرة ، وتمزيق روابط الحياة الاجتماعية المستقرة ، وانتشار الامراض الجنسية ، كمرض الزهري والسفلس ومرض الايدز ، الذي يعد بعض العلماء خطره بأعظم من خطر القنبلة الذرية على البشرية .
لقد تحدث القرآن عن هذه الظاهرة بعدة آيات منها :
(محصنين غير مسافحين ) . (النساء / 24)
(10)
(والزانية لا ينكحها إلا زان ) . (النور / 3)
(ولا متخذات أخدان ) . (النساء / 25)
(ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا ) . (النور / 33)
وقد وضح المفسرون أسباب نزول هذه الآيات فشرحوا لنا الوضعية الاجتماعية المنهارة آنذاك ، وصورة الانحطاط والمعاملة الوحشية للمرأة .
وهكذا تتجسد طبيعة ذلك المجتمع الجاهلي المتخلف ، تلك الطبيعة التي وصفها جعفر ابن أبي طالب في حديثه للنجاشي ملك الحبشة بقوله :
« أيها الملك كنا أهل جاهلية؛ نعبد الاصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الارحام ، ونسيء الجوار ، ويأكل القوي منا الضعيف ، حتى بعث الله إلينا رسولا منا ، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه ، فدعانا لتوحيد الله وأن لا نشرك
به شيئا ، ونخلع ما كنا نعبد من الاصنام، وأمرنا بصدق الحديث وأداء الامانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم، وأمرنا بالصلاة والصيام »(1).
صفحة ١٢