كل التاكيد سعادة ذاك الغلام وحسن استقباله وثبت عنده أنه هو الأسد الذي رآه سيده في حلمه ثم التفت إلى الأمير إبراهيم وقال له أوصيك أيها الامير الكريم على مسمع من جميع رجال قومك بالاعتناء بهذا الغلام وبتربيته تربية جيدة وتبذيبه وتعليمه كل العلوم لأنه هو نفسه صا حب السيف والقلم والبند والعلم والذكر الحميد الذي يشتهر بين العرب والعجم واني ما أنيت هذه البلاد إلا لأجل رؤ يته والبحث عنه ليكون على اسم الدولة الكسروية فكل ما أتيت به من قبل الملك الأكبر هو على اسمه ولأجل نفقته فقال الأمير إن هذا ولدي وملزوم بالإعتناء به ولا سيا أنك أخبرتني بمستقبل حياته يما أعطيت من الحكمة والعلم والتقوى فسمه بالإسم الذي تريده قال ان أسمه حمرة .
وكان يعرف بزرجمهر أن ذاك اليوم يوم سعيد وان كل مولود يولد به يكون سعيدا فأمر أن يؤتى بكل ذكر ولد في نفس ذاك اليوم في تلك المدينة إلى الديوان وبالقضاء والقدر والتدبيرات الإلهية كان ولد في اليوم نفسه ثمانمائة غلام ذكر فأق با لجميع إلى بين يدي الوزير فجعل يسمي كل واحد باسمه ويدفع لأبية الأموال ليربيه على نفقة الملك كسرى ويكتب اسمه عنده ويوصي به حتى فرغ من الجميع وبالصدفة والعناية كان أحد عبيد الأمير إبراهيم متزوجا بجارية سوداء وكانت حامل وهي في الشهر السابع أي لم يتم حملها بعد فلا رأى أن الوزير يدفع الأموال إلى أباء الأولاد لأجل أن يربوهم على نفقة الملك كسرى ويكتبوا من رجاله من ذلك اليوم لعب به الطمع وأخذه الحسد فركض إلى زوجته وقال لها إن الوزير يدفع الأموال إلى آباء الأولاد الذين يلدون اليوم فلدي الآن عساك تأتي بذكر فيكون لنا الخير العظيم فقالت له ليس الآن وقت ولادتي وكيف يمكن أن ألد اليوم والله لم يسمح بعد فحنق منها وأخذ دقر الباب وضربها به على ظهرها وهي تصيح وهو يضربها ويعذبها حتى سقط الولد وإذا هو ذكر أسود فأسرع في الحال وقطع سرته ولفه بخرقة عتيقة والدم يغطي كل جسده وأسرع إلى الوزير بزريجمهر وكان أحد جيرانه قد 'سبقه وأخبر الأمير إبراهيم بما وقع بينه وبين زوجته وكيف أنه .تركها مغمى عليها ملوثة بالدماء معذبة بالأوجاع فلها وصل أمر الأمير إبراهيم أن يؤخذ الغلام منه ويضرب الضرب الوجيع وقال له ألا تخاف الله وتتقي جانبه كيفك تفعل هذه الأفعال فأمر الوزير أن يقدم اليه الولد فقدم ونظر في وجهه متمعنا وفي الحال أمر أن يطلق العبد وقال للأمير إن ذلك من الله سبحانه وتعالى ليكتب هذا الغلام من رفاق ابنك حمزة ويكون له ساعدا قويا عند ضيقاته ويخلصه على الدوام عند وقوعه في الشدائد والمصاعب فيخذه وربه مع ابنك واعتن به كل الاعتناء فهو عصا ابنك يتوكأ عليها في حياته ويحتاجه في كل أوقاته وكان وجه هذا الغلام صغيرا مستديرا وأعينه صغيرة جد مستديرة كأنها الثقوب ويديه ورجليه صغيرة دقيقة جدا أشبه بالخيطان لأنه لم يكن كامل البنية فأجاب الأمير طلب الوزير ودفع 4م
صفحة غير معروفة