العساكر خارج المديئة .حتى إذا وصل دافعت عنها وأرجعته بالخيبة وإلا إذا تفرقت عساكرنا وهن بعيدة فلا تعود تقدر على التجمع والدفاع عن المدينة قبل وصوله إليها . فاستحسن.
كسرى قوله وأمر أن تقيم العساكر خارج البلد وتنصب خيامها في ضواحيها وأقامت على ذلك الانتظار مدة ؟١ يوما إلى أن بلغ.كسرى أن خارتين المذكور قد قرب من المدائن ولم يبق بينه وبين جيوشه إلا مدة يوم وأنه امتلك كل العواصم التي مر بها وعند ذلك أمر العساكر أن تستعد للقتال وتتحضر للاقاة المهاجمين وفرق عليهم المؤن والذخائر وبقيت على استعداد إلى أن كان صباح اليوم الثاني وفيه طلت عساكر خارتين وأقبلت إلى جهة العاصمة وهي منتشرة. كالجراد في الوهاد ولما صارت مقابل عساكر'الاعجام ضربت خيامها وقامت 'بقية ذاك النبار إلى أن كان اليوم الثاني ركب خارتين فوق جواد عال كأنه الجمل.
بالارتفاع وعلى عاتقه عمد من الحديد وتقدم أمام عساكره فتبينه جماعة الأعجام وإذا به قبيح المنظر جدا برأس كبير أصلع وعيون مستديرة صغيرة في وجه كبير مجخد مسترسل شعر الرأس إلى الاكتاف ويظهر حدبة تعلو رقبته وصدر واط .وقامة معوجة وكان مع كل - ذلك من الأبطال المعدودين ولما رأته عساكر الاعجام قد ركب بقومه ركبت وتقدمت باذن بختك بن قرقيش إلى ملاقاته ورفعت الرايات النيرانية والبيارق الكسروية ولم يكن إلا القليل حتى هجمت العساكر على بعضها هجوم الآساد. واشتعلت فيا بينها نيران الحرب والطراد. واهتزت من ركض خيولهما تلك البراري الوهاد . ؤكان يوم عظيم الاحوال كثير الاهوال انقلبت فيه على بعضها الحبال ومالت من عظم المتقاتلين الآكام والتلال .
وزهقت نفوس الابطال من كثرة الغبار وضيق المجال. وكان خارتين صاحب حصن خيبر يزأر كا يزأر الأسد الغضنفر ويسطو سطرورة الليث القسور . ويبدد الرجال. ويمددها على وجه الرمال. وهي تنفر من أمامه كبا تنفر الحجال من أمام البواشق. وترتجهف بين يديه كيا ترتجف الأرض عند وقوع الصواعق هذا والحرب قائمة على قدم وساق والفرسان تدخل أبواب المحاق ساعية وراء العدم تنظر الفناء في أي جهة فتنقض عليه وتصافحه مصافحة الأم ولدها عند غيابه عنها ووصوا إليه وفرسان العجم تتأخر وفرسان خيبر تتقدم وقد اشتدت حمتها بما فعله مقدمها خارتين الليث الغشمشم ولم يكن من يقدر أن يلقاه في جيوش الفرس ورجال العجم وعساكر الديلم ولذلك سطا سطرة الحبابرة وفعل العجائب والأهوال إلى أن جاء الزوال ودقت طبول الانفصال وحينئذ رجع الفريقان إلى الخيام على أصعب ما يكون من التعب ؤالملال ولا أحد منهم يصدق 'أن يرجع بسلام .
وعندما رجعت الأعجام إلى خيامها دحل الوزير المدينة واجتمع بالملك كسرى وباقي الوزراء فقال كسرى إني أنخحاف أن عساكري تفشل في هذه المرة ويلحق بنا الويل ونصاب بمصيبة وقد تبينت ولاحظت أن عساكري لم تأت بالمقصود بل تآخرت ولحق ما ٠ 1:
صفحة غير معروفة