صاغيا ساكتا مدة حمس دقائق يفكر بما سمع .
ثم رفع رأسه وأمر عمر أن يترك أسره وقال له أنت من أنت من هذه الساعة دخلت في رفقتي وإنك مقدم على رجالي كونك مستحق لمثل هذا وأشكر الله الذي علمني ما لا أعلم وعرف بي الناس قبل أن أعرف . وأني أريد منك الآن كل قبل شيء أن ترجع أموال الأعجام التي سلبتها منهم وكان المذكورون لا رأوا أفعال الأمير حمزة فرحوا فرحا لا يوصف وجاءوا إلى بين رجاله وأصبحوا ينتظرون الفرج بارجاع أموالهم إليهم . فقال له أصفران ألا تعرف يا سيدي أن الأعجام هم بالفعل من أعداء العرب وإنها تسلب أمواا على الدوام بالرغم عنبا أي ان ملك الأعجام يأخذ الجزية منها فكيف بعد أن وصلت أمواهم إلينا ترجعها ولا سيه| هم من عبدة النار لا يعرفون عبادة الله . وقال إني أعرف ذلك لكن سلب الأموال على هذه الطريقة لا ترضي الله تعالى وعليه فإني أريد أن أرجع أموال هؤلاء الأعجام لسبيين أول لكوني وعدتهم مها وجئت لأجلها وثانيا لتصل أخباري الى بلاد العجم ويعرفون بما عملت مع قرمهم ويصل أمري إلى بزرجمهر الوزير لأنه ينتظر ظهوري ويسره أمري فقال له إن الأموال جميعها داخل القلعة هي كلها تحت أمرك وإذا شئت لنقيم فيها ثلاثة أيام بضيافتي ومن ثم أسلمك وديعة سلمها إل الحبيس لأسلمك إياها وهي ستة معاضيد من الذهب واحدة لك وخمسة لخمسة أولاد يلدن لك تحفظ عليها إلى حين ظهورهم فقال وما نفع هذه المعاضيد وما هو القصد منها بحسب ما أتحبرني الحبيس أن لابسها يحفظ من الشر والغدر فلا تنف- فيه المكائد ويشتد ساعده فإذا مسك قطعة من الحديد بين أصابعه وشد عليها أذابها وهي محفوظة عندي منذ ذلك الزمان إلى اليوم فزاد فرح الأمير حمزة بما سمعه وتاقت نفسه إلى استلام ما وضع أمانة له وسار مع الأمير حمزة ومن نحلفه رجاله إلى داخل القلعة بعد أن ربطوا خيولهم نخارجها واحتفل لهم الدربندي بوليمة فاخرة وأكرمهم مزيد الاكرام وسقاهم من صافي الخمور ونحر لمم النحور وقدم لمم العبلوفات ودفع كل الأموال التي في القلعة إلى الأمير حمزة ووضعها بين يديه فدعا الاعجام وأمرهم أن يأخذوا أموالهم فأخذوها وأضاف لهم فوقها ما جعلهم مسرورين وفرحين فشكروه وساروا يثنون عليه ويشكرونه : ثم أقام الأمير حمزة مدة ثلاثة أيام في تلك القلعة وني اليوم الرابع طلب الرحيل إلى الخيرة وسأل اصفران بالركوب فاجابه وحمل كل ما ني القلعة من الأموال والجواهر والذخائر ونحوها ودفع المعاضيد إلى الأمير حمزة فأخذها وتعجب منا لما رأى عليها من الأسياء المكتوبة ولم يعرف أن يقرأ منها إلا اسم الله فقط فلبس واحد منا وأبقى الباقي إلى حين الحاجة وركب من فوق جواده وركب قومه والأمير أصفران وساروا جميعا عن تلك الناحية يقصدون الخيرة والأمير حمزة مسرور غاية السرور يما وصل إليه ومتعجب من عناية الله به وتما أعطى من السعادة والمجد وكيفف إن الفرسان والأبطال المشهورين يذلون لديه
٠و
صفحة غير معروفة