شعره وأبيض وهرم حتى كاد يعجز عن القيام . فسلمت عليه وأخذتني هيبته كل مأخذ لأنه من عباد الله ووجهه كان يطفح بالأنوار فلم يسعني إلا اعتباره بالرغم عني وعند ما سمع صوتي قال لي ادخل يا اصفران فإني موعود بك انك تأت إلي وتؤوي جسمي التراب لآن يومي قد جاء وم يبق في العمر مطمع وإني مشتاق إلى ملاقاة وجه ربي وعما قليل ينتهي شوقي فزادت حيرت منه واعتباره عندي وقلت له من أين عرفتني ومن أخبرك بي قال إن ربي أعطاني من سابق المعرفة ما أمكنني أن أعرف به ما لا يعرفه غيري رحمة منه لي وفوق كل ذلك فإن الوحي جاءني في ليل الأمس وحكاني عن أن الله يدعوني وأنه لما كان
لا يرغب بإهانة جئتي التي تحمل نفسي سيسخر لي في الغد رجلا يدعى أصفران الدربندي صاحب الحضن فيمر من هنا ويشتد عليه الحر ويلتزم إلى الإلتجاء إلى هذه المغارة وهو الذي يدفن جسمك في التراب .
فليا سمعت كلامه فرحت وقلت له هل لك أن تجيبنى يا سيدي عن سؤال أريد أن أسألك إياه قال ماذا تريد يا ولدي قلت إني منذ نشأت نشأت على حب القتال فخرجت فارسا معدودا ومن حين وعيت إلى هذه الدنيا وأنا أقاتل الفرسان وأغير على القبائل حتى ألقيت الرعب في قلوب الملوك الكبار وهابتني أعاظمها مثل كسرى والنعمان ولم يكبحني أحد قط فهل يا ترى يقدر علي أحد في| بعد أو يوجد لي في زماني من يقدر على قتالي والثبات أمامي . فقال لي لا تغتر بنفسك يا ولدي فإني أخبرك خبرا أكيدا أنه ولد من أعوام قليلة غلام. سعيد في مكة المطهرة اسمه الأمير حمزة بن الأمير إبراهيم وهذا هو الذي يكيدك ويذلك وتكون من أتباعه فيا بعد ويكون لك معه وفي خدمته الشرف الأكبر وهو الذي يخلص العرب ويمتلك المدبن والبلدان وينتشر صيته من مكان إلى مكان وتهابه جبابرة الزمان فإذا رأيته فاقرأه مني السلام والتحيات وإياك من أن تكابر في قتاله أو تحدثك نفسك بالطمع به .
وما انتهى الحبيس من كلامه حتى فارقت روحه جسله فدفتته التراب وخخحرجت من المغارة وإذا الريح قد بردت فرجعت إلى قلعتي وأنا أفكر بما سمعت وكنت على الدوام انتظر وقوعي بالرجل الذي أخبرني عنه الحبيس وهو أنت إلى أن أشرفت الآن ؤوطئت هذه الأرض وجرى لي معك ما جرى وقد سألتك عن اسمك فلم تخبرني ولو أخبرتني به لسامت نفسي إليك منذ الأول ولا أمكنني أن أجسر على المقاومة لأني متصور في ذهني كل التصور أن الأمير حمزة بن الامير إبراهيم يأسرني وأكون من رجاله بل كنت أسلمك بنفسي وأرمي عليك سلام رجل الله , ٠
فلما سمع 'الأمير كلام أصفران الدربندي تعجب مزيد العجب وأطرق إلى الأرض
74
صفحة غير معروفة