وكانت تتكلم وأنا أرتجف وقلبي كاد ينشق من الغيظ حيث جاء الأمر على خلاف نا أحب وأنتظر ولم تذكر اسمي قط ولا تذكرت معروني لما ولا لم يسعني الإخفاء قلت لأبيها إنها لم تحك الصدق يا سيدي وقد قصدت إخفاء الحقيقة والحال على خلاف ما قالت ثم شرحت له الواقعة بتمامها وما كان من مسيري إليها وخلاصها وقلت له إن السبب الوحيد الذي حملني عليه هو الحب والغرام وقد وعدتني.أيضا أنها تذكر معروتي معها وجميلي أمامك وتسألك مجازاتي وإني أعجب كيف أنها أنكرت كل ما تقدم ذكره وحكت غير الحقيقة مما لا يدخل العقل الانساني فنظرت إلي نظرة المحتقر الغضوب وقالت لأبيها ما هذا إلا كذاب منافق يطمع نفسه بي ويريد التحرش بما لا يناله ومن هو لأقبل له به مع أني امتنعت عن الملوك الكبار والأمراء العظام فأردت أن أتكلم فمنعني النعمان ووبخني ولامنى على ما صدر مني فقلت له إني لا أخخاف الحق وأن ما قلته صحيحا وأنها تريد أن تجعلني كاذبا وأنا أعرف بنفسي ما عملت ولا أريد منك إلا الاعتراف بمعروفي وإجبار ابنتك على زواجتي لكوني اشتريتها من العدو وخلصتها لنفسي . فلم يبن كلامي على النعمان فطردني من ديوانه وأمرني أن أخرج من المدينة ولا أعود إليها أبدا فالتزمت إلى الخروج والغضب يفعل بي أشده وقد غاب عني وعبي وضاع عقلي وبعد أن بعدت عن القبيلة بعث في أثري مائة فارس من فرسانه يقصدون قتلي فأوقعت بهم وشتت شملهم وسرت إلى هذه البرية وقد أخذ عقلي في أن يجتمع إلى بعضه ووعيت إلى نفسي وجعلت ألومها على ما أبدت وقلت كان الأحرى بي أن أصبر على مضضي ولا بد للزمان من مساعدتي لأ ريب أن القناصة تشكر مني وتمدحنى إذا رأتنئى سكت عن كلامها ووافقتها عليه ول أعترضها قط وتعلم أن سبب ذلك حبي لها . وجعلت أذم الطيش والحدة حيث رميت بنفسي إلى وهدة الغضب وقدتها إلى سبيل البعد والحفاء ولا أعلم بعد ذلك ماذا جرى على قوم غشام ولكنني أظن أنهم لا بد في اليوم. التالي يتفرقون إذا رأوا أميرهم قتيال لآخهم ما جاءوا إلا لأجل زواجه وهم يعلمون أن العرب لا تترك النعمان وأن كسرى يمده بالعساكر واسحنود ولهذا فضلت البعد وأنا أخحاف سطوته وما من معين أو مساعد يشتد به أزري لأتمكن من مقاصدي فالتزمت إلى الانفراد في أحد الحبال أعيش كما تعيش الوحوش وفيما أنا كذلك اعترضنى هذا الأسد الذي قتلته فتجاولت وإياه وقتا ليس بقليل إلى أن تغلبت عليه أخيرا ومكنت منه بضربة دبوس على رأسه وقع منها إلى الأرض فأسرعت إلى سريفي وأردت أن أجز رقبته فوجدته ذليلا حفيرا ورأيت الدمع يسيل من عينيه فشفقت إعليه وأغمدت سيفي ومسحت الأدمعة عن عينيه فكأنه شعر بمعروفي وعرف عفوي عنه افغيض وهو يلوح بذنبه وأظهر كل طاعة وذل بين يدي فأعجبني جدا ومن ذلك الوقت ألفته وصار لا يفارقني دقيقة وربطت هذا الطريق وصرت عند قدوم المارة منها كثيرا كانوا أو
1 .
صفحة غير معروفة