السلام وكيف حضر عليه وسقاه الماء فتعجب عمر من ذلك واندهش وقال إن كان هذا الغوث وعدك بالمساعدة فانك لا تخش مكدرا فهو قادر على إغاثتك ومعونتك في كل حياتك .
ثم إنبها رجعا إلى المديئة وقلباهما مرعبان فرحا ومسرة وانتبه حمزة إلى نفسه أكثر فأكثر وعمد إلى ترك الصيد والاعتناء بالذين أخبره عنهم الخضر أن يتخذهم خلصاء له وعند دخحوله إلى المدينة جاء إلى أبيه وهو في ديوانه وطلب إليه أن يسلمه الثمانمائة غلام الذين ولدوا يوم ولادته ليكونوا عنده فسأله أبوه عن السبب فأعاد عليه القصة بتمامها من الأول إلى الآخر وما دار بينه وبين الإمام الاعظم وكيف وعده بالمساعدة والإغاثة فزاد فرح أبيه به وتعجب من محبة الله سبحانه وتعالى لولده ولرجاله وكيف يريد أن يجعل الفرج للعرب على أيديهم وردع ملوك الفرس وغيره من كبار ملوك العالم بواسطة ولده هذا الحقير الذي لا يجمع تحت رايته إلا شرذمة قليلة وني الحال أحضر الشبان المذكورين وكانوا لا يزالون مردان أي لم ينبت الشعر قط بوجوههم ودفعهم إليه فأخذهم إلى خاصته وعقد لنفسه عليهم وجعل يمتحنهم في ميدان الحرب والطعان ويدرمهم على الثبات ومن كان منهم ناقص المعرفة أثناء القتال مال إليه وعلمه ما يحتاجه حتى خرج الجميع أبطال أشداء ورأى .
عمر فعل أخخيه حمزة وكيف أنه يجاريه بذلك فانتخب لنفسه هو أيضا أربعين غلاما وجعل يعلمهم العيارة والزندقة وأبواب الحيل والخداع وضرب النبال وكل ما هو من هذا الباب ومن ذلك الحين بدأ الأمير حمزة أن يقصد القبائل وينزل على الغدران والمناهل فمن تعرض له أو طمع به قتله وسبى قومه وهب رجاله حتى انتشر صيته وطار بين العرب وانتقل من مكان إلى مكان فصار إذا ركب وسار وحده في البراري وصادفه عشرة ألاف فارس يعرضون عنه ولا يتعرضون له إذا عرفوه وتأكدوا أنه الأمير حمزة بن الأمير إبراهيم خوفا من سطوته وبأسه وعلما| منهم أنه من أشراف العرب وسادتهم أصحاب البيت الحرام .
ففي ذات يوم خخرج على حسب عوائده وطرق رجال قبيلة من قبائل العرب كانت قد تعدت على بعض قومه يقال لهم بنو الأجدل فغار عليهم ونب القبيلة برمتها وأحذد ما وصلت إليه يده من النوق والأغنام وعاد كاسبا منصورا بعد غيابه عن مكة عدة أيام وحالما وصل إلى ضواحيها وجد خياما مضروبة هناك وعند جماعة من الجنك يظهر أن بعضهم من العرب وبعضهم من العجم فأرسل أخاه عمر في الحال أن يكتشف له خبرهم وما الداعي لنزوهم في ذلك المكان فانطلق عمر إليهم وعاد في الخال وقال له إن سكان هذه الخيام هم من العرب والأععجام وقد جاءوا حسب العادة لأجل أن يجبوا الأموال ويرفعوها إلى كسرى فالعرب من جماعة النعمان بن المنذر والأعجام هم من جماعة كسرى أنو شروان قال الأمير حمزة أني اسمع بذلك على الدوام وأعجب كيف أن الأعجام
15
صفحة غير معروفة