جهة الفارس وفي نيته أن يطلب منه الماء فإذا امتنع أخذ .بالغصب عنه وعند وصوله إليه وجده بلحية بيضاء كالثلج يتدفق منها النور وعليه من اهيبة والوقار والعظمة والجلال مالم يره في غيره من البشر ومع أنه أذ بذلك المنظر المهيب لم يتأخر عن طلب الماء لإحياء نفسه فصاح بذلك الفارس وقال له إني عطشان وأريد شربة ماء إما بالرضا وإما بالخصب فأجابه الفارس برواق وهدوء وفصاحة لسان وعذوبة كلام وقال له قف مكانك فهذا الماء هو لك واعرف من أمامك فزاد إعجابه نما سمع ولم يجسر أن يتحرك من مكانه ولا سي| عند سماعه أن هذا الماء هو لك . فقال يا سيدي من أنت ومن اين عرفت أني عطشان حتى جتتني بالماء قال له أعلم أني أنا الخضر الأخضر أبو العباس عليه السلام أعرف ما حدث وما يحدث فاقترب أولا من هذه القربة وأشرب فماؤها لذيد جدا وبعد أن تروي عطشك أحدثك بحديث ذي شأن جئثتك لأخبرك به الآن فارتاح حمزرة عند سماعه أن الذي يكلمه هو الإمام الأعظم فاطاع قوله ونزل عن جواده وتقدم فشرب من القربة واكتفى ورجع إلى الوراء ووقف بأدب وقال له اسمح لي عما صدر مني وكن ساعدي ومعيي وغوثي عند ضيقتي فقال له إني مجيبك بإذن الله سبحانه وتعالى على الدوام وقد أتيتك الآن لأخبرك أنك أنت الذي هو الرجل الذي يرتفع به شأن العرب في هذه الأيام ويتخلصون من مظلم الفرس على يديك وتذل الدولة الكسروية إلى آخر الأيام لأن الله لا يحب أن تذل هذه الأمة لمقاصد له فيها وسوف يعززها ويكرمها ويرفع مقامها فيه بأتي بعدي من الأيام لكن في البداية تكون معينا لكسرى وترفع عنه الشدة . ثم إن الخضر حكى لحمزة عن حلم كسرى وما يكون منه وكيف يخرج عليه فارس خيبري يتسلط على بلاده فيأي ويخلص له البلاد منه ويعيده إلى كرسي ملكه ٠.
وبعد أن أخبرهبكل ما يكون لهفي حياته قال له ارجع الآن إلى أبيك واطلب منه أن يسلمك الذين ولدوا يوم ولادتك وهم ثمامماثة غلام فاجعلهم رجالك الأخصاء واعتني بهم وعلمهم بنفسك كل فنون الحرب التي تنقصهم واجعل قيامهم وقعودهم بين يديك فهم وجدوا لأجل هذه الغاية وإذا غزوت قبيلة عاصية أو قاتلت ملكا على غير دين الله فيكونون رفاقك . وأخذ الخضر يزيد له في حال حياته وحمزة مطرق إلى الأرض إلى أن ٠ فرغ فأراد حمزة أن يقبل يديه ويدنو منه فغاب عن عينيه ولم يعد له أثر وضاعت رائحة البخور من بعده بما يشرح الصدر وبقي حمزة مبهوتا واقفا فرح من نفسه وبينم| هو كذلك وإذا بأخميه عمر قد أقبل يركض حاملا وعاء ماء على عاتقه فوجده على تلك الحالة فظنه يفعل ذلك من العطش فدفع إليه الماء وقال له خذ واشرب وارو عطشك فقال له لا حاجة لي بعد للماء فإن الله بعث لي ماء لذيدا كل من يشرب منه لا يعطش إلى الأبد قال من أين لك الماء وأنت باق مكانك لا تخطو خطوة واحدة فحكى له ما كان بينه وبين الخضر عليه ١
صفحة غير معروفة