38 وكان فيما أخذه الاعراب البغل المحما ذلك المتاع الذي لم يوصل إليه إلا بالحيلة ، وكانت نفس الخادم قد كادت آن تخرج لذلك خوفا على فوت ما أمله من جائزة آمير المومنين ، ولما لحقه من التعب والمخاطرة قبل ان وصل إليه ، ولما سلم سكنروعه ، ورجع إليه عقله ، بعد أن كاد يزول.
وعظم أحمد بن طولون في عينه وقلبه ، وصار له كالعبد ، وكبرفي قلوب أهل القافلة ، فلما وصلوا إلى العراق أحضر الخادم ذلك المتاع إلى المستعين ، فاستحسنه وسر به كل السرور ، فذكر له الخادم اما عاناه في أمره قبل الوصول إليه ، وقال له : وآعظم ما جرى يا مولاي أنه لما حصل وسلم إلى طرسوس ، وقفلت مع الناس ، خرج علينا الأعراب فأخذوه ، فلولا أن الله جل اسمه من علي بغلام من غلمان مولاي أمير الموثمنين يعرف بأحمد بن طولون ، فانه آول من انتدب وخرج إليهم ، وحصله وجميع ما آخذوه ، لقتلت نفسي اسفا عل فهاته فازداد به المستعين سرورا ، وأمر في الوقت لاحمد بن طولون بألف دينار ، وقال للخادم : إمض أنت بها إليه سرءا ، وأقرئه مني السلام ، وقل له عني: لو لا خوفي من أن يعلم محله من قلبي فيحسد ويقتل الغته أفضل مراتب أمثاله ، وإذا هو دخل إلي في المسلمين آرنيه
صفحة غير معروفة