ولما الصرف أحمد بن طولون من الصحراء وحمل المال أحضر ابن دشومة وأراه المال وقال له : بئس الصاحب والمستشار أنت ، هذا أول بركة مشورة الميت في النوم ، ولولا أنني أمنتك لضربت عنقكو و تغير عليه أحمد بن طولون وسقط محله عنده ، ورفع إليه بعد ذلك أنه قد آجحف بالناس ، وألزمهم أشياء ضجوا منها ، فقبض عليه وأخذ ماله وحبسه فمات في حبسه ومن أفعاله خبره مع موسى بن بغا ، وذلك أنهلما زاد أمر صاحب البصرة واستفحل ، وكان ابتداء خروجه في سنة أربع وخمسين ومائثين ، آنفذ المعتمد رسولا في حمل أخيه المسمى بالموفق من مك إليه ، وكان المهتدي قد نفاه إليها ، فلما وصل إليه عقد العهد بعد الابنه المفوض وله من بعده ، ولقبه بالموفق، وقسم المملكة بينه وبين ابنه المفوكض ، كما فعل الرشيد في أمر ابنيه، فجعل غرب المملكة لابنه المفوض ، وشرقها لاخيه الموفق . وكتب بينهما بذلك كتابا ارتهن فيه أيمانهما بالوفاء ، بما وقعت عليه الشروط على كل واحد منهما وله وضمن ذلك العهد الثابت في الشرط كل ما يخاف من مثله في العاقبة والمعتمد ما يعلم [ما] في طوية الموفق ولا في سره، وكان يحسدأخاه على الخلافة فلا يراه أهلا لها ، ويطعن عليه ، وينقص من أمره جداا
صفحة غير معروفة