والصرفوا عنه إلى مولاه بجملة خبره . فلما وردوا عليه وشرحوا له حاله ، وما هو عليه ، تكدر عليه مشربه الذي كان يشربه فيه ، ومر مذاقه الذي كان يستحليه ، لنكد الدنيا وأيامها ، كما قال ابن الرومي: تذكره ساعة ألعقت فيها وآنت وليدها عسلا وصبرا لتعلم أن هذا الدهر تيمسي ويصبح طعمه حلوا ومرا وظن أحمد بن طولون أن المخادعة تمكنه من لولو ، والملاطفة تنيه ، ولم يعلم أن سبب زوال ملكه يكون على يدي محمد بن سليمان لما حقده عليه من افعاله به وحققه منه .
فكاتب أحمد بن طولون لولوا [وأرسل اليه) كتابا يلاينه فيه ويذكره تربيته له ، وما يجب من حقه ، وكان من بعض ألفاظه في مكاتبته له قوله : "وفقك الله لطاعته ، وراجع بك إلى ما هو اعود عليك دينا ودنيا برحمته ، إنه ليس شي ةيبلغه والدشفيق ، ومستصلح رفيق ، من مواصلة وعظ ، وتنبيه على حظ ، آو دلالة على رشد وحض على سلوك قصد، إلا وقد بلغنا أقصى نهايته [معك] ، وأبعد غايته فيك ، ضنا بك وشحا عليك ، وتأميلا لمراجعتك ، وما تركنا شيئا ظنناه يولس وحشتك ، ويرفع محلك ، ويتجاوز به حق حرمتك إلا وقد أتينامنه، على ما نرجو أنيكون لروعتك مسكنا ، ولنفسك مونسا ومطيبا ، ولك من كل خوف موقيا
صفحة غير معروفة