أول قراءته في النحو (الملحة) وشرحها، ثم كتاب (التهذيب) للفقيه العلامة محمد بن علي نعيش، ثم كتاب (المحيط)، ثم كتاب طاهر بن أحمد شرح المقدمة، ثم (شرح الجمل) حتى صار من أهل المعرفة في ذلك الفن، وقرأ في كتب اللغة على التعيين كتاب محمد بن نشوان على الفقيه العلامة الحسن بن البقاء التهامي، ثم قرأ ديوان الأدب وكتاب ابن قتيبة (أدب الكاتب) على الفقيه اللسان ترجمان الأدب صالح بن سليمان بن الحديب، وقرأ عليه كتابه المشهور ب(الزبد الصربية)، وكان حسن المعرفة شديد العناية في تعليم أهل البيت، ولقد كان هذا الفقيه يتعجب ويعجب من معرفة الإمام المهدي سلام الله عليه ويشهد باجتهاده بعد بلوغ الدعوة، وقرأ غريب أبي عبيدة وغيره من غريب القرآن والسنة، وحفظ من عيون الشعر لفحول الجاهلية والمخضرمين ما فيه كفاية للشواهد والحجج، وقرأ في الفرائض كتاب (الوسيط) وغيره على الفقيه أحمد بن نسر العنسي، وقرأ في الوصايا ودقيقها على الفقيه العالم علي بن يحيى بن حشيم وغيره، وكانت له صنعة حسنة في فروع الفرائض وكيفية أعمالها، وقرأ في السير والتواريخ قرأ سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكتاب (الدولتين) وشطرا من كتاب الطبري وغير ذلك، وكتب الإمام القاسم بن إبراهيم وأولاده ومصنفاتهم، وسيرة الإمام القاسم بن علي وولده، وسيرة الهادي عليه السلام وولديه، وسيرة الإمام أحمد بن سليمان، وكان له في آخر الدرس إطلالا كثيرا، وقرأ في السير ولم يدع فنا يشار إليه مما يفتقر إليه المجتهد في كمال الاجتهاد إلا وقد أخذ منه بنصيب حتى كان[ 6أ-أ] المشار إليه بالبنان في الفضل والعلم، واشتهر أمره، وسار في الأقطار ذكره، ووردت عليه المسائل من الأقطار للاختبار والاسترشاد، فكان سلام الله عليه يفتح المقفل ويحل المشكل، ويأتي بالبيان ويوضح البرهان، وعلى الجملة فإن المشك في كلمه مكابر أو مشكوك في علمه؛ لأن ذلك من المشهورات التي اجتمع عليه
صفحة ١٨