(حم طب هب) والضياء المقدسي (عن الأشعث بن قيس) بن معدي كرب الكندي (طب هب) عن أسامة بن زيد (عب) عن ابن مسعود وهو حديث صحيح لغيره (أشهد بالله) بفتح الهمزة فعل مضارع أي أشهد والله فهو قسم (وأشهد لله) أي لأجله (لقد قال لي جبريل يا محمد أن مدمن الخمر) أي الملازم لشربها (كعابد وثن) أي صنم أي أن استحلها وإلا فهو زجر وتنقير (الشيرازي في) كتاب (الألقاب) والكني (والرافعي وأبو نعيم) الحافظ (في مسلسلاته) التي بلفظ أشهد بالله (وقال) هذا حديث صحيح (ثابت) كلاهما (عن علي) أمير المؤمنين ابن أبي طالب (اشهدوا) بفتح الهمزة وكسر الهاء (هذا الحجر) بفتحات (خيرا) أي اجعلوا الحجر الأسود شهيد الكم في خير تفعلونه عنده كتقبيل واستلام أو دعاء او ذكر (فإنه يوم القيامة شافع) أي فيمن أشهده خيرا (مشفع) أي مقبول الشفاعة من قبل الله تعالى (له لسان) أي ينطق به (وشفتان يشهد لمن استلمه) أي لمسه أما بالقبلة أو باليد فيتأكد تقبيله واستلامه لذلك ولا مانع من أن الله يجعل له لسانا في الآخرة ينطق به كلساننا أو على كيفية أخرى لما يأتي أن ما في الآخرة لا يشبه ما في الدنيا إلا في الاسم (طب) عن عائشة وإسناده حسن # (أشيدوا النكاح) بفتح الهمزة وكسر الشين المعجمة وسكون المثناة التحتية وضم الدال المهملة من الإشادة وهي رفع الصوت بالشيء أي أعلنوه والمراد بالنكاح في هذا الحديث وما بعده العقد اتفاقا وفيه نهى عن نكاح السر (طب) عن السائب بن يزيد قال العلقمي وبجانبه علامة الحسن (أشيدوا النكاح وأعلنوه) عطف تفسير (الحسن بن سفيان) في جزئه (طب) عن هناد بن الأسود القرشي الأسدي وهو حديث حسن وقال البغوي لا أصل له (أصابتكم فتنة الضراء) بفتح الضاد المعجمة والمدهى الحالة التي تضر والمراد ضيق العيش والشدة (فصبرتم وإن أخوف ما أخاف عليكم فتنة السراء) وهي إقبال الدنيا والسعة والراحة فإنها أشد من فتنة الضراء والصبر عليها أشق ومعظم هذه الفتنة (من قبل النساء) بكسر القاف وفتح الموحدة أي من جهتين (إذا تسورون الذهب) أي لبسن أساور من ذهب (ولبسن ريط الشام) بفتح الراء وسكون المثناة التحتية وطاء مهملة جمع ريطة وهي كل ثوب لين رقيق ونحوه (وعصب اليمن) بفتح العين وسكون الصاد المهملتين برود يمنية يعصب غزلها أي يجمع ويربط ثم يصبغ وينسج فيصير موشى لبقاء ما عصب منه أبيض وقيل هي برود مخططة (وأتعبن الغنى) قال المناوي كذا وقفت عليه في خط المؤلف فما في نسخ من أنه اتبعن بتقديم الموحدة على العين تحريف (وكلفن الفقير ما لم يجد) أي حملنه على تحصيل ما ليس عنده من الدنيا فيضطر إلى التساهل في الإكتساب ويتجاوز الحلال إلى الحرام فيقع في الذنوب والآثام (خط) عن معاذ بن جبل وإسناده ضعيف (أصب) قال المناوي وفي رواية أصف والأول أعم (بطعامك) أي أقصد بإطعامه (من تحب في الله) فإن إطعامه آكد من إطعام غيره وإن كان إطعام الطعام لكل أحد من المعصومين مطلوبا (ابن أبي الدنيا) أبو بكر القرشي (في) كتاب (فضل) زيارة (الإخوان) في الله (عن) أبي القاسم (الضحاك مرسلا) ورواه أيضا ابن المبارك (أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد ألا كل شيء ما خلا الله باطل) أي هالك لأنه موافق لا صدق الكلام وهو قوله تعالى كل من عليها فان ونتمة البيت وكل نعيم لا محالة زائل أي وكل نعيم من نعيم الدنيا لابد من زواله (ق 5) عن أبي هريرة قال المناوي زاد مسلم في رواية وكاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم (أصحاب البدع) قال العلقمي لعل المراد أهل الأهواء الذين نكفرهم ببدعتهم (كلاب النار) أي يتعاون فيها كعواء الكلاب أو هم أخس أهلها أو أحقرهم كما أن الكلاب أحقر الحيوان (أبو حاتم) محمد بن عبد الواحد (الخزاعي في جزئه) المشهور (عن أبي إمامة) الباهلي (أصدق الحديث ما عطس عنده) ببناء عطس للمفعول قال المناوي وإنما كان أصدق لأن العطسة تنفس الروح وتحببه إلى الله فإذا تحرك العطس عنده فهو آية الصدق (طس) عن أنس بن مالك قال العلقمي بجانبه علامة الحسن (أصدق الرؤيا) أي الواقعة في المنام (بالأسحار) أي ما رأى الإنسان في وقت السحر وهو # ما بين الفجرين لأن الغالب حينئذ أن الخواطر مجتمعة والدواعي متوفرة والمعدة خالية (حم ت حب ك) عن أبي سعيد الخدري وهو حديث صحيح (اصرف بصرك) أي اقلبه إلى جهة أخرى وجوبا إذا وقع على أجنبية من غير قصد فإن صرفته في الحلال فلا إثم عليك وإن استدمت النظر أثمت لهذا الحديث ولقوله تعالى قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم وسيبه كما في الكبير عن جرير قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة أي البغتة فذكره (حم م 3) عن جرير بن عبد الله (اصرم الأحمق) بكسر الهمزة وسكون الصاد المهملة وكسر الراء أي اقطع وده وهو واضع الشيء في غير محله مع العلم بقبحه والقصد الأمر بعدم صحبته ومخالطته لقبح حالته ولأن الطباع سراقة وقد يسرق طبعك منه قالوا وعدو عاقل خير من صديق أحمق وقيل عدوك ذو العقل أبقى عليك وأرعى من الوائق الأحمق وقيل أنك تحفظ الأحمق من كل شيء إلا من نفسه وروى الحكيم الترمذي عن أنس مرفوعا أن الأحمق يصيب بحمقه أعظم من فجور الفاجر وإنما يتحرب الناس الزلف على قدر عقولهم وقيل إن أردت أن تعرف الأحمق فحدثه بالمحال فإن قبله فهو أحمق (طب) وفي نسخة هب بدل طب (عن بشير) قال المناوي ضبطه الحاكم بموحدة مفتوحة فمعجمة مكسورة وياء ورده البيهقي بأنه وهم وإنما هو بتحتية مضمومة فمهملة مضغرا (الأنصاري) ذكره الحاكم أيضا فتبعه المؤلف قال الحافظ ابن حجر وليس كذلك وإنما هو عبدي وقيل كندي (اصطفوا) قال المناوي قال المؤلف ومن خصائص هذه الأمة الصف في الصلاة (وليتقدمكم في الصلاة) أي للإمامة (أفضلكم) أي بنحو فقه (فإن الله عز وجل يصطفى من الملائكة ومن الناس) أي يختار (طب) عن واثلة بن الأسقع ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث ضعيف (أصل كل داء) أي من الأدواء المورثة لضعف المعدة وفسادها وإلا فمن إلا دواء ما يحدث من غير التخمة (البردة) أي التخمة قال المناوي وهي بفتح الراء على الصواب خلاف ما عليه المحدثون من إسكانها وإنما سميت بذلك لأنها تبرد حرارة الشهوة وتثقل الطعام على المعدة وكثيرا ما تتولد من الشرب على الطعام قبل هضمه قال بعض الأطباء وأضر الطعام طعام بين شرابين وشراب بين طعامين قال العلقمي قال شيخنا أخرج البيهقي من طريق بقية قال أنبأنا أرطاة قال اجتمع رجال من أهل الطب عند ملك من الملوك فسألهم ما دواء رأس المعدة فقال كل رجل منهم قولا ومنهم رجل ساكت فلما فرغوا قال ما تقول أنت قال ذكروا أشياء وكلها تنفع بعض النفع ولكن ملاك ذلك ثلاثة أشياء لا تأكل طعاما أبدا إلا وأنت تشتهيه ولا تأكل لحما أبدا يطيخ لك حتى يتم إنضاجه ولا تبتلع لقمة أبدا حتى تمضغها مضغا شديدا لا يكون فيها على المعدة مؤنة وأخرج البيهقي عن إبراهيم بن علي الذهلي قال اختار الحكماء من كلام الحكمة أربعة آلاف كلمة وأخرج منها أربعمائة كلمة وأخرج منها أربعون كلمة وأخرج منها أربع كلمات (أولها) لا تثق بالنساء (الثانية) لا تحمل معدتك # ما لا تطيق (الثالثة) لا يغرنك المال وإن كثر (والرابعة) يكفيك من العلم ما تنتفع به (قط) في كتاب (العلل عن أنس ابن السني وأبو نعيم) كلاهما (في) كتاب (الطب) النبوي (عن علي) أمير المؤمنين ابن أبي طالب (وعن أبي سعيد) الخدري (وعن الزهري مرسلا) وهو ابن شهاب (أصلح بين الناس) الخطاب فيه لأبي كاهل (ولو تعنى الكذب) يريد ولو أن تقصد الكذب فالكذب جائز في مسائل منها الإصلاح بين الناس (طب) عن أبي كاهل الأحمسي واسمه قيس أو عبد الله صحابي صغير ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث ضعيف (أصلحوا دنياكم) أي أمر معاشكم فيها (واعملوا لآخرتكم كأنكم تموتون غدا) أي افعلوا الأعمال الصالحة بجد واجتهاد مع قصر أمل كأنكم تموتون قريبا بأن تجعلوا الموت نصب أعينكم وعبر في شأن الدنيا باصلحوا دون اعملوا إشارة للاقتصار منها على ما لابد منه (فر) عن أنس بن مالك وهو حديث ضعيف (اصنع المعروف إلى من هو أهله وإلى غير أهله) أي افعل المعروف مع أهل المعروف ومع غيرهم (فإن أصبت أهله أصبت أهله) أي أصبت الذي ينبغي اصطناع المعروف معه قال ابن مالك قد يقصد بالجزاء المفرد بيان الشهرة وعدم التغير فيتحد بالجزاء لفظ الشرط نحو من قصدني فقد قصدني وذا منه (فإن لم تصب أهله كنت أنت من أهله) أي لأنه تعالى أثنى على فاعل المعروف مع الأسير الكافر فما بالك بمن فعله مع موحد (خط) في كتاب (رواه مالك) بن أنس (عن ابن عمر) بن الخطاب (ابن النجار) في تاريخه (عن على) بن أبي طالب وهو حديث ضعيف (اصنعوا) أي ندبا (لآل جعفر) بن أبي طالب الذي قتل بغزوة مؤتة بضم الميم وسكون الهمزة موضع معروف بالشام عند الكرك وجاء نعيه إلى المدينة (طعاما) أي يشبعهم يومهم وليلتهم (فإنهم قد أتاهم ما يشغلهم) بفتح المثناة التحتية أي عن صنع الطعام لأنفسهم فيستحب لأقرباء الميت الأباعد وجيران أهله وإن لم يكونوا جيرانا للميت كما إذا كان ببلد آخر أن يعملوا طعاما لأهل الميت وأن يلحوا عليهم في الأكل لأن الحزن يمنعهم من ذلك فيضعفون وهو من البر والمعروف الذي أمر الله به (حم دت ك) عن عبد الله بن جعفر قال العلقمي قال حسن صحيح (اصنعوا ما بدالكم) أي في جماع السبابا من عزل أو غيره (فما قضى الله فهو كائن وليس من كل الماء) أي المنى (يكون الولد) وذا قاله لما قالوا يا رسول الله أنا نأتي السبايا ونرغب في إثمانهن فما ترى في العزل وفيه جواز العزل لكن يكره في الحرة بغير أذنها (حم) عن أبي سعيد الخدري قال العلقمي بجانبه علامة الحسن (اضربوهن) أي نساءكم بعد نشوزهن أي يجوز لكم ضربهن إن غلب على ظنكم أنه يفيد وإلا حرم (ولا يضرب إلا شراركم) أما الأخيار فيصبرون على عوجهن ويعاملونهن بالعفو والحلم وسببه أن رجالا شكوا النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن لهم في ضربهن فطاف منهن تلك الليلة نساء كثير يذكرن ما لقى نساء المسلمين فذكره (ابن سعد) في طبقاته # (عن القاسم بن محمد) الفقيه (مرسلا) أرسل عن أبى هريرة وغبره (اضمنوا لي ست خصال) اى فعلها (أضمن لكم الجنة) أى أضمن لكم نظير فعلها دخول الجنة مع السابقين الأولين أو من غير سبق عذاب (لا تظالموا) بحذف إحدى التاءين للتخفيف (عند قسمة مواريثكم) أى لا يظلم بعضكم بعضا أيها الورثة فان كل المسلم على المسلم حرام (وأنصفوا الناس من أنفسكم) بأن تفعلوا معهم ما تحبون فعله معكم (ولا تجبنوا) بفتح المثناة الفوقية وضم الموحدة بينهما جيم ساكنة (عند قتال عدوكم) أي لا تهابوه فتولوا الأدبار (ولا تغلوا غنائمكم) بفتح المثناة الفوقية وضم المعجمة أى لا تخونوا فيها فإن الغلول كبيرة (وأنصفوا ظالمكم من مظلومكم) وفى نسخ وامنعوا بدل وانصفوا أي خذوا للمظلوم حقه ممن ظلمه ولا تقروه على ظلمه (طب) عن أبي أمامة الباهلى قال العلقمي وبجانبه علامة الحسن (اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة) أي اضمنوا فعل ست خصال بالمداومة عليها أضمن لكم دخول الجنة مع السابقين أو بغير عذاب كما تقدم (اصدقوا إذا حدثتم) أى لا تكذبوا فى شئ من حديثكم إلا أن يترتب على الكذب مصلحة كالإصلاح بين الناس (وأوفوا اذا وعدتم) الأمر فيه للندب (وأدوا إذا ائتمنتم) أي أدوا الأمانة لمن ائتمنكم عليها (واحفظوا فروجكم) من فعل الحرام (وغضوا أبصاركم) عن النظر إلى ما لا يحل (وكفوا أيديكم) أي امنعوها من تعاطي ما لا يجوز تعاطيه شرعا (حم حب ك هب) عن عبادة بن الصامت (أطب الكلام) أي تكلم بكلام طيب قال المناوى أي قل لا إله الا الله (وأفش السلام) بأن تسلم على من عرفت ومن لم تعرف من المسلمين (وصل الأرحام) أي أحسن إلى أقاربك بالقول والفعل (وصل بالليل والناس نيام) والأولى من الليل السدس الرابع والخامس (ثم ادخل الجنة بسلام) أي إذا فعلت ذلك وداومت عليه يقال لك ادخل الجنة مع سلامة من الآفات (حب حل) عن أبي هريرة (أطت السماء) بفتح الهمزة أي صوتت وحنت من ثقل ما عليها من ازدحام الملائكة وكثرة الساجدين منهم (ويحق لها ان تئط) بفتح المثناة الفوقية وكسر الهمزة يعنى صوتت وحق لها ان تصوت أي من كثرة ما فيها من الملائكة أثقلها حتى أطت قال العلقمى وهذا مثل وإيذان بكثرة الملائكة وإن لم يكن ثم أطيط وإنما هو كلام تغريب أريد به تقرير عظمة الله تعالى (والذي نفس محمد بيده) أي بقدرته وتصرفه (ما فيها موضع شبر الا فيه جبهة ملك ساجد يسبح الله بحمده) على ضروب شتى وأنحاء من الصيغ مختلفة قال المناوى واحتج به من فضل السماء على الأرض وعكست شرذمة لكون الأنبياء منها خلقوا وفيها قبروا (ابن مردويه) فى تفسيره (عن أنس) بن مالك ورمز المؤلف لضعفه (أطع كل أمير) وجوبا ولو جائرا فيما لا إثم فيه إذ لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق (وصل خلف كل إمام) ولو فاسقا وعبدا وصبيا مميزا عند الشافعية (ولا تسين أحدا من أصحابي) لما لهم من الفضائل وحسن # الشمائل فشتم أحد منهم حرام شديد التحريم وأما ما وقع بينهم من الحروب فله مجال (طب) عن معاذ بن جبل (أطعموا الطعام) أى تصدقوا بما فضل عن حاجة من تلزمكم نفقته (وأطيبوا الكلام) أي تكلموا بكلام طيب مع جميع المسلمين (طب) عن الحسن بن علي قال العلقمى بجانبه علامة الحسن (أطعموا الطعام وأفشوا السلام) بقطع الهمزة فيهما أى أعلنوه بينكم أيها المسلمون بأن تسلموا على من لقيتموه من المسلمين سواء عرفتموه أم لم تعرفوه (تورثوا الجنان) أي فعلكم ذلك ومداومتكم عليه يورثكم دخول الجنة مع فضل الله تعالى (طب) عن عبد الله بن الحارث قال العلقمى بجانبه علامة الحسن (أطعموا طعامكم الأتقياء) أي الأولى ذلك لأن التقى يستعين به على التقوى فتكونون شركاء له فى طاعته (وأولوا معروفكم المؤمنين) أي الكاملين الإيمان أي الأولى ذلك (ابن أبي الدنيا) أبو بكر القرشي (فى) كتاب (فضل الإخوان (ع) عن أبى سعيد الخدرى وإسناده حسن (أطفال المؤمنين) أي ذراريهم الذين لم يبلغوا الحلم (فى جبل فى الجنة) يعني أرواحهم فيه قال العلقمى قال شيخ شيوخنا قال النووي أجمع من يعتد به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة (يكفلهم) أبوهم (إبراهيم) وسارة بسين مهملة وفتح الراء المشددة زوجته سميت به لأنها كانت لبراعة جمالها تسر من رآها (حتى يردهم إلى آبائهم يوم القيامة) قال المناوي وأسند الكفالة إليهما والرد إلى إبراهيم لأن المخاطب بمثله الرجال (حم ك) والبيهقى فى كتاب (البعث عن أبي هريرة) قال الحاكم صحيح (أطفال المشركين) أي أولادهم الصغار الذين لم يبلغوا الحلم (خدم أهل الجنة) يعنى يدخلونها فيجعلون خدما لأهلها كمن لم تبلغه الدعوة بل أولى وهذا ما عليه الجمهور وما ورد مما يخالف ذلك مؤول (طس) عن أنس بن مالك (ص) عن سلمان الفارسى (مرفوعا) عليه قال المناوي وإسناده حسن لكنه لتعدد طرقه يرتقي إلى درجة الصحة (أطفئوا المصابيح إذا رقدتم) أى أطفئوا المصابيح من بيوتكم إذا نمتم لئلا تجر الفويسقة الفتيلة فتحرق أهل البيت (وأغلقوا الأبواب) أي أبواب بيوتكم مع ذكر اسم الله فيه وفيما بعده لأنه تعالى السر المانع (وأوكئوا الأسقية) أي اربطوا أفواه القرب (وخمروا الطعام والشراب) أي استروه وغطوه (ولو بعود تعرضه عليه) بفتح المثناة الفوقية وسكون العين المهملة وضم الراء أي تضعه عليه (خ) عن جابر بن عبد الله (اطلب العافية) أي السلامة فى الدين والدنيا (لغيرك) من كل معصوم (ترزقها) بالبناء للمفعول (فى نفسك) فإنك كما تدين تدان (الأصبهاني في) كتاب (الترغيب) والترهيب (عن ابن عمرو) عبد الله بن العاص (اطلبوا الحوائج) أي حوائجكم (إلى ذوي الرحمة من أمتي) أي الرقيقة قلوبهم (ترزقوا وتنجمعوا) أي إن فعلتم ذلك تصيبوا حوائجكم وتظفروا بمطالبكم (فإن الله تعالى يقول) فى الحديث القدسى (رحمتي فى ذوي الرحمة من عبادي) أى أسكنت المزيد منها فيهم (ولا # تطلبوا الحوائج عن دالقاسية) أي الغليظة (قلوبهم فلا ترزقوا ولا تنجحوا) أي لا يحصل لكم مطلوبكم (فإن الله تعالى يقول إن سخطي فيهم) قال المناوي أي جعلت كراهتي وشدة غضبي ومعاقبتي فيهم (عق طس) عن أبي سعيد الخدري وهو حديث صعيف (اطلبوا الخير) قال المناوي زاد في رواية والمعروف (عند حسأن الوجوه) أي الطلقة المستبشرة وجوههم فإن الوجه الجميل مظنة الفعل الجميل وبين الخلق والخلق تناسب قريب اه وفي شرج العلقمي قيل لابن عساكر كم من رجل قبيح الوجه قضاء للحاجة قال إنما نعني حسن الوجه عند طلب الحاجة قلت لعله يريد بشاشة وجهه عند السؤال (تخ) وابن أبي الدنيا أبو بكر القرشى (في) كتاب (فضل قضاء الحوائج) للناس (تخ طب) عن عائشة (طب هب) عن ابن عباس (عد) عن ابن عمر بن الخطاب (وابن عساكر) في تاريخه (عن انس) بن مالك (طس) عن جابر بن عبد الله (تمام) في فوائده أيضا (عن أبي بكرة) بسكون الكاف وفتحها ويؤخذ من كلام المناوي أنه حسن لغير (اطلبوا الخير دهركم كله) قال العلقمي قال في النهاية الدهر الزمان الطويل ومدة الحياة وقال في المصباح الدهر يطلق على الأبد وقيل هو الزمان قل أو كثر وقال فى المشارق الدهر مدة الدنيا وقال بعضهم قد يقع الدهر على بعض الزمان يقال أقمنا على ذلك دهرا كأنه لتكثير طول المقام ولهذا اختلف الفقهاء فيمن حلف لا يكلم أخاه دهرا أو الدهر هل هو متأبد بدأم لا انتهى وعند الشافعية لو حلف لا يكلمه حينا أو دهرا أو عصرا أو زمنا وحقبا بر بأقل زمان (وتعرضوا لنفحات رحمة الله) أي عطاياه التى تهب من رياح رحمته (فإن لله نفحات من رجمته يصيب بها من يشاء من عباده) المؤمنين قدموا على الطلب فعسى أن تصادفوا نفحة فتسعدوا سعادة الأبد قال لقمان لابنه يا بني عود لسانك أن يقول اللهم اغفر لي فإن لله ساعة لا يرد فيها سائلا (وسلوا الله تعالى أن يستر عوراتكم) جمع عورة وهى كل ما يستحي منه إذا ظهر (وأن يؤمن) بشدة الميم (روعاتكم) أى فزعاتكم جمع روع وهو الفزع (ابن أبي الدنيا) أبو بكر (في) كتاب (الفرج) بعد الشدة (والحكيم) فى نوادره (هب حل) كلهم (عن أنس) بن مالك (هب) عن أبي هريرة وهو حديث ضعيف (اطلبوا الرزق فى خبايا الأرض) أي التمسوه فى الحرث بنحو زرع وغرس فإن الأرض تخرج ما فيها من النبات الذي به قوام الحيوان والمراد استخراج الجواهر والمعادن وفيه أن طلب الرزق مشروع بل ربما دخل بعض الطلب فى حد الغرض وذلك لا ينافي التوكل لأن الرزق من الله لكنه سبب عادي للطلب (ع طب هب) عن عائشة قال المناوي قال النسائي هذا حديث منكر وقال البيهقى ضعيف (اطلبوا العلم) الشرعي (ولو بالصين) مبالغة فى البعد (فإن العلم فريضة على كل مسلم) أي فرض عين أو فرض كفاية (عق عد هب) وابن عبد البر أبو عمرو (في) كتاب (فضل العلم) كلهم (عن أنس) بن مالك وهو # حديث حسن لغيره (اطلبوا العلم ولو بالصين) ولهذا سافر جابر بن عبد الله رضى الله عنه من المدينة إلى مصرف في طلب حديث واحد بلغه عن رجل بمصر قال العلقمى قال الدميرى قال ابن العربى لا خلاف أن طريق العلم هى طريق إلى الجنة بل هى أوضح الطرق إليها وقال الإمام السبكى مجامع السعادة سبعة أشياء الدين والعلم والعقل والادب وحسن السعة والتودد إلى الناس ورفع الكلفة عنهم ثم قال تظاهرت الآيات والأخبار والآثار وتواترت وتطابقت الدلائل الصريحة وتوافقت على فضيلة العلم والحث على تحصيله والاجتهاد فى أسبابه وتعليمه (فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم وأن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاء بما يطلب) قال العلقمي وذكر أبو سليمان الخطابي في معنى وضع أجنحة الملائكة ثلاثة أقوال أحدها بسط الأجنحة والثاني أن المراد به التواضع للطالب تعظيما لحقها والثالث النزول عند مجالس العلم وترك الطيران لقوله صلى الله عليه وسلم ما من قوم يذكرون الله تعالى إلا حفت بهم الملائكة قلت ولا مانع من اجتماعها وقوله بسط الأجنحة أي تضعها لتكون وطاءله كلما مشى كما فى النهاية وقيل معناه المعونة وتيسير السعى فى طلب وقيل المراد به إظلالهم بها (ابن عبد البر عن أنس) بن مالك ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث ضعيف (اطلبوا العلم يوم الاثنين) قال المناوي لفظ رواية أبي الشيخ والديلمي في كل يوم اثنين (فإنه ميسر لطالبه) أي يتيسر له أسباب تحصيله بدفع الموانع وتهيئة الأسباب إذا طلبه فيه فطلب العلم في كل وقت مطلوب لكنه في يوم الاثنين أكد قال ابن مسعود اطلبوا معيشة لا يقدر السلطان على غصبها قيل وما هي قال العلم (ابو الشيخ) بن حبان (فر) كلاهما (عن انس) بن مالك (اطلبوا الحرائج بعزة الانفس) يعنى لا تزلوا أنفسكم بالجد فى الطلب والتهافت على التحصيل بل اطلبوا طلبا رفيقا (فالأمور تجري بالمقادير) أي فإن ما قدر لك يأتيك ومالا فلا وإن حرصت (تمام) فى فوائده (وابن عساكر) فى تاريخه (عن عبد الله بن بسر) بضم الباء الموحدة وسكون السين المهملة رمز المؤلف لضعفه (اطلبوا الفضل) أي الزيادة والتوسعة عليكم (عند الرحماء من أمتي) أي أمة الإجابة (تعيشوا فى أكنافهم) جمع كنف بفتحتين وهو الجانب (فإن فيهم رحمتي) قال المناوي كذا وجدته فى نسخ ولعله سقط قبله من الحديث فإن الله يقول أو نحو ذلك (ولا تطلبوا) أي الفضل (من القاسية قلوبهم) أي الفظة الغليظة (فإنهم ينتظرون سخطي) أي عذابي وعقوبتي (الخرائطي في) كتاب (مكارم الأخلاق) وكذا ابن حبان (عن أبي سعيد) الخدري قال المناوي وضعفه العراقي وغيره (اطلبوا المعروف) قال العلقمي قال في النهابة المعروف النصفة وحسن الصحبة مع الأهل وغيرهم من الناس وعبارة شيخنا ومن خطه نقلت المعروف اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله تعالى والتقرب إليه والإحسان إلى الناس وكل ما ندب إليه الشرع (من رحماء أمتي تعيشوا فى أكنافهم ولا تطلبوا من القاسية قلوبهم # فإن اللعنة تنزل عليهم) يعنى الطرد والبعد عن منازل الأبرار (يا علي) بن أبي طالب (إن الله تعالى خلق المعروف وخلق له أهلا فحببه لهم وحبب إليهم فعاله ووجه إليهم طلابه) بالتشديد (كما وجه الماء فى الأرض الجدبة) بفتح الجيم وسكون الدال المهملة المنقطعة الغيث من الجدب وهو المحل وزنا ومعنى لتحيى به ويحيى به أهلها (إن أهل المعروف فى الدنيا هم أهل المعروف فى الآخرة) أي من بذل معروفه للناس فى الدنيا آتاه الله جزاء معروفه فى الآخرة وقيل من بذل جاهه لأصحاب الجرائم فيشفع فيهم شفعه الله فى أهل التوحيد فى الآخرة وعن ابن عباس أنه يغفر لهم بمعروفهم وتبقى حسناتهم خاصة فيعطونها لمن زادت سيأته على حسناته فيغفر له ويدخل الجنة فيجتمع لهم الإحسان فى الدنيا والآخرة (ك) عن على أمير المؤمنين قال المناوي وصححه الحاكم ورده الذهبى وغيره (اطلع فى القبور) قال العلقمى زيارة القبور من أعظم الدواء للقلب القاسى لأنها تذكر الموت والآخرة وذلك يحمل على قصر الأمل والزهد فى الدنيا وترك الرغبة فيها ولا شئ أنفع للقلوب القاسية من زيارة القبور قال شيخنا أخرج ابن أبي الدنيا فى كتاب القبور بسند مبهم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه مر بالبقيع فقال السلام عليكم يا أهل القبور اختبار ما عندنا أن نساءكم قد تزوجن ودياركم قد سكنت وأموالكم قد فرقت فأجابه هاتف يا عمر بن الخطاب أخبار ما عندنا أن ما قدمناه فقد وجدناه وما أنفقناه فقد ربحناه وما خلفناه فقد خسرناه وأخرج الحاكم فى تاريخ نيسابور والبيهقي وابن عساكر في تاريخ دمشق بسند فيه من يجهل قال دخلنا مقابر المدينة مع علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه فنادى يا أهل القبور السلام عليكم ورحمة الله تخبرونا بأخباركم أم تريدون أن نخبركم قال فسمعنا صوتا وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا أمير المؤمنين خبرنا بما كان بعدنا فقال علي أما أزواجكم فقد تزوجت وأما أموالكم فقد قسمت وأما الأولاد فقد حشروا في زمرة اليتامى والبناء الذى شيدتم فقد سكنه أعداؤكم فهذه أخبار ما عندنا فما أخبار ما عندكم فأجابه ميت قد تحرقت الأكفان وانتشرت الشعور وتقطعت الجلود وسالت الأحداق على الخدود وسالت المناخر بالقيح والصديد ما قدمناه وجدناه وما خلفنا خسرناه ونحن مرتهنون بالأعمال اه فعلى أصحاب القلوب القاسية أن يعالجوها بأربعة أشياء الأول الإقلاع عم هم عليه بحضور مجالس الذكر والوعظ والعلم والتذكير والتخويف والترغيب والترهيب وأخبار الصالحين والثاني ذكر الموت فإنه هادم اللذات ومفرق الجماعات وميتم البنين والبنات والثالث مشاهدة المحتضرين والرابع زيارة القبور فإذا تأمل الزائر حال من مضى من إخوانه وكيف انقطع عنهم الأهل والأحباب وكيف انقطعت عنهم آمالهم ولم تنفعهم أموالهم ومحا التراب محاسن وجوههم وترمل من بعدهم نساءهم وأبناؤهم وأن حاله سيئول إلى حالهم ومآله كما لهم أقبل على الله ورق قلبه وخشعه (واعتبر بالنشور) # قال العلقمي قال في النهاية نشر الميت ينشر نشورا إذا عاش بعد الموت وأنشره الله أي أحياه وسببه أن رجلا شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فذكره (هب) عن أنس بن مالك قال المناوي مخرج متنه منكر (اطلعت) بتشديد الطاء المهملة أي أشرفت (فى الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء) قال العلقمي قال في الفتح قال ابن بطال ليس قوله اطلعت فى الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء يوجب فضل الفقير على الغني وإنما معناه أن الفقراء فى الجنة أكثر من الأغنياء فأخبر عن ذلك كما تقول أكثر أهل الدنيا الفقراء أخبارا عن الحال وليس الفقر أدخلهم الجنة وإنما دخلوا بصلاحهم مع الفقر فإن الفقير إذا لم يكن صالحا لا يفضل قلت وظاهر الحديث التحريض على ترك التوسع من الدنيا كما أن فيه تحريض النساء على المحافظة على أمر الدين لئلا يدخلن النار (واطلعت فى النار) أي عليها والمراد نار جهنم (فرأيت أكثر أهلها النساء) أي لأن كفران العشير وترك الصبر عند البلاء فيهن أكثر قال العلقمي قال فى الفتح قال ابن بطال وفي حديث ابن مسعود عند مسلم فى صفة أدنى أهل الجنة ثم يدخل عليه زوجاته ولأبي يعلى عن أبي هريرة فيدخل الرجل على ثنتين وسبعين زوجة مما ينشئ الله وزوجتين من ولد آدم فاستدل أبو هريرة بهذا الحديث على أن النساء فى الجنة أكثر من الرجال كما أخرجه مسلم من طريق ابن سيرين عنه وهو واضح لكن يعارضه قوله صلى الله عليه وسلم فى حديث الكسوف رأيتكن أكثر أهل النار ويجاب بأنه لا يلزم من كثرتهم فى النار نفى كثرتهم فى الجنة وقال شيخنا زكريا ويجاب أيضا بأن المراد بكونهن أكثر أهل النار نساء الدنيا وبكونهن أكثر أهل الجنة نساء الآخرة فلاتنا في (حم م ت) عن أنس بن مالك وفى نسخة عن ابن عباس (خ ت) عن عمران بن حصين بضم الحاء (أطوعكم لله) أي أكثركم طاعة له سبحانه وتعالى بالنسبة إلى الطاعة المتعلقة بالسلام بدأ وردا (الذي يبدأ صاحبه بالسلام) أي الذي يبادر من لقيه من المسلمين بالسلام قبل سلام الآخر عليه وسببه عن أبي الدرداء قال قلنا يا رسول الله إنا نلتقي فأينا يبدأ بالسلام فذكره (طب) عن أبي الدرداء وهو حديث (أطول الناس أعناقا يوم القيامة المؤذنون) قال العلقمي الأعناق بفتح الهمزة جمع عنق قيل هم أكثر الناس تشوقا إلى رحمة الله لأن المتشوق إلى شئ يطيل عنقه إلى ما يتطلع إليه وقال شيخنا قال فى النهاية أي أكثرهم أعمالا يقال لفلان عنق من الخير أي قطعة وقيل أراد طول الرقاب لأن الناس يومئذ فى كرب وهم يتطلعون لأن يؤذن لهم فى دخول الجنة وقيل أراد أنهم يومئذ يكونون رؤساء سادة والعرب تصف السادة بطول الأعناق وروي أطول الناس إعناقا بكسر الهمزة أى أكثر إسراعا وأعجل إلى الجنة وفي سنن البيهقي من طريق أبي بكر بن أبي داود سمعت أبي يقول ليس معنى الحديث أن أعناقهم تطول وذلك أن الناس يعطشون يوم القيامة فإذا عطش الإنسان انطوت # عنقه والمؤذنون لا يعطشون فأعناقهم قائمة وقال المناوي أي هم أكثرهم رجاءا وطول العنق عبارة عن الخجل وتنكيس الرأس قال تعالى ولو ترى إذا المجرمون ناكسوا رؤسهم عند ربهم (حم) عن أنس بن مالك قال العلقمي قال في الكبير (حم) عن أنس وصحح (اطووا ثيابكم) أي لفوها مع ذكر الله تعالى (ترجع إليها أرواحها) أي تبقى فيها قوتها (فإن الشيطان) أي إبليس أو المراد الجنس (إذا وجد ثوبا مطويا لم يلبسه) بفتح الباء الموحدة أي يمنع من لبسه (وإن وجده منشور ألبسه) أي فيسرع إليه البلاء وتذهب منه البركة (طس) عن جابر بن عبد الله (أطيب الطيب المسك) بكسر الميم قال العلقمي وهو طاهر يجوز استعماله في البدن والثوب ويجوز بيعه وهذا كله مجمع عليه ونقل أصحابنا عن الشيعة فيه مذهبا باطلا وهم محجوجون بإجماع المسلمين وبالأحاديث الصحيحة فى استعمال النبى صلى الله عليه وسلم له واستعمال أصحابه قال أصحابنا وغيرهم هو مستثنى من القاعدة المعروفة أن ما أبين من حي فهو ميتة أو يقال أنه فى معنى الجنين والبيض واللبن اه وقال المناوي هو أفخر أنواعه (حم م د ن) عن أبي سعيد الخدري (أطيب الكسب) أي من أفضل طرق الاكتساب (عمل الرجل بيده) لأنه سنة الأنبياء كان داود يعمل الدروع وكان زكرياء نجارا (وكل بيع مبرور) هو الذى لا غش فيه ولا خيانة (حم طب ك) عن رافع بن خديج (طب) عن ابن عمر ابن الخطاب قال المناوى ورجال أحمد كما قال الهيثمي رجال الصحيح (أطيب كسب المسلم سهمه فى سبيل الله) قال المناوى لأن ما حصل بسبب الحرص على نصرة دين الله لا شئ أطيب منه فهو أفضل من البيع وغيره مما مر لأنه كسب المصطفى صلى الله عليه وسلم وحرفته (الشيرازي في) كتاب (الألقاب) والكنى (عن ابن عباس) بإسناد ضعيف (أطيب اللحم لحم الظهر) قال المناوي لفظ رواية الترمذي والنسائي أن أطيب أي ألذ يقال طاب الشئ يطيب إذا كان لذيذا وقيل أن معناه أحسنه وقيل أطهره لبعده عن مواضع الأذى وكيفما كان فالمراد أن ذلك من أطيبه إذ لحم الذراع أطيب منه بدليل أن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يحبه ويؤثره على غيره وذلك لأنه أخف على المعدة وأسرع هضما وأعجل نضجا قال العلقمى قلت وليس أفعل التفضيل على بابه بل هو إما على حذف من وهو كثير وإما نسبي إذ هو فى الدرجة الثالثة بعد الرقبة والذراع والعضد أو أن أطيب بمعنى طيب والحاصل أنه أطيب لحم فى الشاة ما عدا المذكورات لما ورد فى الخبر سيد طعام أهل الدنيا وأهل الجنة اللحم ووردا كل اللحم يحسن الوجه ويحسن الخلق (حم ه ك هب) عن عبد الله بن جعفر وهو حديث صحيح (اطيب الشراب الحلو البارد ) لانه أطفأ للحرارة وأنفع للبدن وأبعث على الشكر وإذا كان باردا وخالطه ما يحليه كالعسل أو الزبيب أو التمر أو السكر كان من أنفع ما يدخل البدن قال العلقمى قال شيخنا قال ابن القيم وأما هديه صلى الله عليه وسلم فى الشراب فمن أكمل # هدى حفظ به الصحة فإن الماء إذا مع بين وصفى الحلاوة والبرودة كان من أنفع شئ للبدن ومن آكد أسباب حفظ الصحة (ت) عن الزهرى مرسلا وهو ابن شهاب (حم) عن ابن عباس وهو حديث صحيح (أطيعونى ما كنت) فى رواية ما دمت أى مدة دوامي (بين أظهركم) أى ما دمت بينكم حيا وعليكم باتباع ما أقول وما أفعل فإن الكتاب على نزل وأنا أعلم الخلق به لا آمر إلا بما أمر الله ولا أنهى إلا بما ينهى الله عنه (وعليكم بكتاب الله أحلوا حلاله وحرموا حرامه) أي إذا أنا مت فالزموا العمل بالقرآن ما أحله افعلوه وما نهى عنه فلا تقربوه (طب) عن عوف بن مالك قال المناوي ورجاله موثوقون (أظهروا النكاح) أي أعلنوا (وأخفوا الخطبة) بكسر الخاء المعجمة أي أسروها ندبا وهي الخطاب فى غرض التزويج (فر) عن أم سلمة وإسناده ضعيف (أعبد الناس) أي من أكثرهم عبادة (أكثرهم تلاوة للقرآن) أي إذا انضم إلى ذلك العمل به قال المناوي والعبادة لغة الخضوع وعرفا فعل المكلف على خلاف هوى نفسه تعظيما لربه (فر) عن أبي هريرة (أعبد الناس أكثرهم تلاوة للقرآن وأفضل العبادة الدعاء) أي الطلب من الله تعالى وإظهار التذلل والافتقار (الموهبي) بفتح الميم وسكون الواو وكسر الهاء (في) كتاب (فضل العلم عن يحيى بن كثير مرسلا) قال المناوي هو ابن نصر اليماني وأردف المؤلف المسند بالمرسل إشارة إلى تقويته (اعبد الله) بهمزة وصل مضمومة أي أطعه فيما أمر به وتجنب ما نهى عنه (ولا تشرك به شيئا) صنما ولا غيره أو شيئا من الإشراك جليا أو خفيا (وأقم الصلاة المكتوبة) بالمحافظة على الإتيان بها فى أوقاتها بأركانها وشروطها ومستحباتها (وأد الزكاة المفروضة ) قال المناوي قيد به مع كونها لا تكون إلا مفروضة لأنها تطلق على إعطاء المال تبرعا (وحج واعتمر) وجوبا إن استطعت (وصم رمضان) ما لم تكن معذورا بسفر أو مرض (وانظر ما تحب للناس أن يأتوه اليك) أي يفعلوه معك (فافعله بهم وما تكره أن يأتوه إليك فذرهم منه) أي ترك فعله بهم فإن من فعل ذلك استقام حاله (طب) عن إبي المشفق العنبري واسناده حسن (اعبد الله ولا تشرك به شيئا واعمل لله كأنك تراه) بأن تكون مجدا فى العبادة مخلصا فى النية (وأعدد نفسك فى الموتى) أي استحضر في كل لحظة أنك ميت (واذكر الله تعالى عند كل حجر وكل شجر) المراد أكثر من ذكر الله تعالى على كل حال (وإذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة) فإنها تمحها أن الحسنات يذهبن السيئات (السر بالسر والعلانية بالعلانية) أي إذا عملت سيئة سرية فقابلها بحسنة سرية وإذا عملت سيئة جهرية فقابلها بحسنة جهرية وسببه أن معاذ رضي الله عنه قال أردت سفر أفقلت يا رسول الله أوصني فذكره (طب هب) عن معاذ بن جبل (اعبد الله كأنك تراه وعد نفسك فى الموتى وإياك ودعوات المظلوم فإنهن مجابات) أي احذر الظلم لئلا يدعو عليك المظلوم # ودعاؤه مستجاب (وعليك بصلاة الغداة وصلاة العشاء فأشهدهما فلو تعلمون ما فيها لأتيتموهما ولو حبوا) أي لو تعلمون ما فى حضور جماعتهما من كثرة الثواب لأتيتم محلها ولو بغاية الجهد والكلفة (طب) عن أبي الدرداء وهو حديث حسن لغيره (اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) ومن علم أن معبوده شاهد لعبادته تعين عليه بذل المجهود من الخشوع والحضور (واحسب نفسك فى الموتى) أي عد نفسك من أهل القبور وكن فى الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل (واتق دعوة المظلوم فإنها مستجابة) ولو بعد حين كما تقدم (حل) عن زيد بن أرقم ويؤخذ من كلام المناوي أنه حديث حسن لغيره (اعبد الله ولا تشرك به شيئا وزل مع القرآن أينما زال) أي در معه كيف دار بأن تعمل بما فيه (واقبل الحق ممن جاء به من صغير أو كبير وإن كان بغيضا) لك (بعيدا) أي أجنبيا منك (واردد الباطل على من جاء به من صغير أو كبير وإن كان حبيبا قريبا) لك وسببه عن عبد الله بن مسعود قال قلت يا رسول الله علمني كلمات جوامع نوافع فذكره (ابن عساكر عن ابن مسعود) وإسناده ضعيف (اعبدوا الرحمن وأطعموا الطعام) أي تصدقوا بما فضل عن حاجة من تلزمكم مؤنته (وأفشوا السلام) أي أظهروه بين الناس بأن تعلموا به جميع المسلمين من عرفتم منهم ومن لم تعرفوه والسلام أول كلمة تفاوض بها آدم مع الملائكة فإنه لما خلقه الله تعالى قال له اذهب إلى أولئك النفر فسلم عليهم واستمع ما يحيونك به فإنها تحيتك وتحية ذريتك فقال لهم السلام عليكم فقالت الملائكة وعليك السلام قال العلقمي قال النووي أقله أن يرفع صوته بحيث يسمع المسلم عليه قلت حيث يكون معتدل السمع اه فإن لم يسمعه لم يكن آتيا بالسنة ويستحب أن يرفع صوته بقدر ما يتحقق أنه سمعه فإن شك استظهر ويستثنى من رفع الصوت بالسلام ما إذا دخل فى مكان فيه نيام فالسنة أن يسلم تسليما لا يوقظ نائما ويسمع اليقظان ونقل النووي عن المتولي أنه قال يكره إذا لقى جماعة أن يخص بعضهم بالسلام لأن القصد بمشروعية السلام تحصيل الألفة وفى التخصيص ايحاش لغير من خص بالسلام (تدخلوا الجنة بسلام) أي إن فعلتم ذلك ومتم عليه دخلتم الجنة آمنين لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون وسببه عن أبي هريرة قال قلت يا رسول الله إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني فأنبئني عن كل شئ قال كل شئ خلق من الماء قلت أنبئني بشئ إذا فعلته دخلت الجنة فذكره (ت) عن أبي هريرة قال العلقمي وبجانبه علامة الصحة (اعتبروا الأرض بأسمائها) قال المقري لعل معناه النظر إلى الفال ولذا غير النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا من الأسماء وكره تسمية المدينة بيثرب وتذكر قضية عمر رضي الله عنه فى حكاية الرجل الذي قال إن أهلي بذات لظى فقال له عمر أدرك أهلك فقد احترقوا وفى الحكاية شمول بالنسبة إلى ما ذكرناه وبالجملة فكان صلى الله عليه وسلم يكره سيئ الأعمال ويعجبه الفأل الحسن والله أعلم (واعتبروا الصاحب بالصاحب) # قال المناوى فإن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف كما يجئ فى خبر ولذلك قيل:
ولا يصحب الإنسان إلا نظيره ... وإن لم يكونا من قبيل ولا بلد
صفحة ٢٣٣