(الترمذي) الحكيم (عن عبد الله بن بسر) بضم الموحدة وسكون السين المهملة (المازني) وإسناده ضعيف (اتقوا بيتا يقال له الحمام) أي احذروا دخوله قالوا أنه يذهب الوسخ ويذكر النار قال إن كنتم لابد فاعلين (فمن دخله منكم فليستتر) أي فليستر عورته عمن يحرم نظره إليها وجوبا وعن غيره ندبا فدخوله مع الستر جائز لكن الأولى تركه إلا لعذر (طب ك هب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح (اتقوا زلة العالم) أي فعله الخطيئة لا تتبعوه (وانظروا فيئته) بفتح الفاء أي رجوعه عما لابسه من الزلل فإن العلم لا يضيع أهله ويرجى عود العالم ببركته ولهذا قال بعضهم طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله (الحلواني) بضم الحاء المهملة وسكون اللام (عد هق) كلهم (عن كثير) بفتح الكاف وكسر المثلثة ضد القليل ابن عبد الله بن عمرو بن عوف (المزني) بالزاي لا بالذال (عن أبيه) عبد الله (عن جده) عمرو المذكور قال الشيخ حديث ضعيف (اتقوا دعوة المظلوم) أي تجنبوا الظلم لئلا يدعو عليكم المظلوم وفيه تنبيه على المنع من جميع أنواع الظلم (فإنها تحمل على الغمام ) أي يأمر الله بارتفاعها حتى تجاوز الغمام # أي السحاب الأبيض حتى تصل إلى حضرته تقدس وتعالى (يقول الله عزتي وجلالي لانصرنك) بنون التوكيد الثقيلة وفتح الكاف أي لاستخلص لك الحق ممن ظلمك (ولو بعد حين) قال المناوي أي أمد طويل وذا مسوق إلى بيان أنه تعالى يمهل الظالم ولا يهمله (طب) والضياء في المختارة (عن خزيمة بن ثابت) بإسناد صحيح (اتقوا دعوة المظلوم) فإنها مقبولة (وإن كان كافرا) معصوما (فإنه) أي الشأن (ليس دونها حجاب) أي ليس بينها وبين القبول مانع قال العلقمي قال ابن العربي هذا مقيد بالحديث الآخر أن الداعي على ثلاث مراتب إما أن يعجل له ما طلب وإما أن يدخر له أفضل منه وإما أن يدفع عنه من السوء مثله (حم) والضياء المقدسي (عن أنس) بن مالك وإسناده صحيح (اتقوا فراسة المؤمن) بكسر الفاء وأما الفراسة بالفتح فهي الحذق في ركوب الخيل قال المناوي أي اطلاعه على ما في الضمائر بسواطع أنوار أشرقت على قلبه فتجلت له بها الحقائق وقال العلقمي عرفها بعضهم بأنها الاطلاع على ما في ضمير الناس وبعضهم بأنها مكاشفة ليقين ومعاينة المغيب أي ليست بشك ولا ظن ولا وهم وإنما هي علم وهي وبعضهم بأنها سواطع أنوار لمعت في قلبه فأدرك بها المعاني ونور الله من خواص الإيمان وقال بعضهم من غض بصره عن المحارم وأمسك نفسه عن الشهوات من حلال وغيره وعم باطنه بدوام المراقبة لله وعم ظاهره باتباع السنة وتعودا كل الحلال للتقوى على عبادته لم تخط فراسته اه فإن قيل ما معنى الأمر باتقاء فراسة المؤمن أجيب بأن المراد تجنبوا فعل المعاصي لئلا يطلع عليكم فتفتضحوا عنده (فإنه ينظر بنور الله عز وجل) أي يبصر بعين قلبه المشرق بنور الله تعالى والكلام في المؤمن الكامل وفيه قيل:
يرى عن ظهر غريب الأمر مالا ... يراه عين آخر عن عيان
صفحة ٤٠